هو النسر دائما طليقا وحرا أبيا شامخا يعلو ويحلق... ذلك هو النسر الأصفر الفريق الأهلاوي في مباراته مع غريمه ومتصدر الدوري فريق المحرق الذي واجه صعوبة في تجاوزه وصلت إلى حد المعاناة، وعلى رغم الظروف الصعبة والقاتلة التي واجهت النسر قبل المباراة فإن مدربه جاسم محمد تعامل مع المباراة بواقعية وصلت إلى المنطقية ولم يركن للدفاع بل أخذ المبادرة وخرج من عشه إلى وكر خصمه الذئب ويهاجمه بمخالب حميدة وفيكتور وبقية اللاعبين.
ولم تنفع الذئب صولاته ومحاولاته «ولا انتصاراته السابقة» على العش الأصفر ولم ينفعه النيجيريان فتاي وجيسي جون ولا حتى حسين سلمان بمشاركتهم، فالجميع شاهد تعاسة بابا توندي وهو يخرج يجر أذيال الخيبة خائبا خارجا بالبطاقة الحمراء، المحرق كان في المباراة «غير وغير» دخل بكبرياء يتمخطر بشخصية المتكبر والمتعالي فتلقى «ضربة» ربما توقظه من سباته ويعود إخطبوطا يلتهم ما يلقفه.
النسر ظل محلقا وليس معشعشا خائبا وخائفا يترقب في عشه ينتظر تلقي الضربات بل كان هو المبادر وصاحب اليد الطولى والخطورة على المرمى حتى كان له ما أراد بهدف فيكتور وبصناعة «دندن» الأهلي محمود عبدالرحمن ليخرج فائزا بعد معاناة طويلة كان فيها في حال «الغيبوبة» والتي استمرت عشر مباريات متتالية ليخرج منها بفوز بطعم «السكر» كان مدرب الأصفر جاسم محمد هو صاحب السيناريو والمخرج فقد عرف كيف يتعامل مع المباراة ويتفوق على معلمه واستاذه مدرب المحرق سلمان شريدة الذي اختلطت عليه الأمور في هذه المباراة.
نستفيد من هذه المباراة أن الكرة ليس فيها كبير بل إنها تعطي من يعطيها داخل حدود الملعب، على رغم أنها جاءت غير متكافئة قبل المباراة المباراة نظرا الى حسابات التكامل بين الفريقين ولكن شتان بين ذلك وما شاهدناه في المباراة... إذ لا كبير مع الساحرة المستديرة.
القلعتان الحمراء والصفراء
ما حدث بعد المباراة يعتبر أمرا مرفوضا ولا مبررا له سواء من قبل الجماهير الأهلاوية أو المحرقاوية وأيضا اللاعب فوزي عايش ويجب الا يمر الأمر مرور الكرام، وعلى إدارتي الناديين اتخاذ الخطوات اللازمة حيال تلك التصرفات التي أساءت للناديين وقبل أن يتخذ الاتحاد قراراته في هذا الشأن، فالقلعتان الحمراء والصفراء هما مهد الرياضة البحرينية ويجب أن تكونا في القمة دائما والمثال والقدوة التي تحتذي بهما بقية الأندية.
كل شيء ولع واشتعل
فعلا ما تمخضت عنه نتائج الجولة الثانية عشرة من مسابقة دوري كأس خليفة بن سلمان والجولة السادسة من دوري الدرجة الثانية ينذر باشتعال المسابقتين وبث فيها الحياة الممزوجة بالإثارة متمنين أن تستمر هذه الإثارة حتى نهاية المسابقتين وأن ننعم بها وخصوصا أن المستفيد الأول من ذلك هو الجماهير الرياضية ولكن من دون مشكلات وإساءات كالتي حدثت بعد مباراة المحرق والأهلي ويجب أن تكون المنافسة بين جميع الفرق منافسة شريفة عنوانها الأخوة.
خاطرة
أسأل الرمال السمراء، أسأل الشمس الحمراء عنك، أسأل العيون المتلهفة إليك، كل جوارحي وأحاسيسي تناديك، أين أنت يا نبض حنيني، تبتعد فتبتعد معك شواطىء الحياة، تهاجر فتهجرني سكنات الوجد.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ