أكد الطبيب النفسي في مستشفى ابن النفيس عبدالحكيم مصطفى أن «البيئة لها دور حساس وكبير في عكس إحساس الشخص بنفسه، وأن موضوع تصحيح الجنس مطلب ينشأ نتيجة اظطراب الهوية الجنسية أو من خلال الدور الجنسي».
وأوضح مصطفى في ندوة بعنوان «تصحيح الجنس» نظمتها اللجنة الثقافية في جمعية الصداقة للمكفوفين أن «الهوية الجنسية هي حالة نفسية تعطي الشعور الداخلي للإنسان بنفسه سواء كان ذكرا أو أنثى، أما الدور الجنسي فهو مختلف عن السابقن إذ هو الدور الذي يلعبه المجتمع والبيئة في عكس هوية الشخص وإحساسه بنفسه الداخليين باعتبار أن البيئة من المؤثرات الكبيرة في عكس إحساس الشخص بنفسه». وأشار مصطفى إلى أن «موضوع تصحيح الجنس بحاجة إلى الكثير من الفصل والبحث في المعطيات، لأن هناك أمورا كثيرة تحكم عملية تشخيص الحالة، ولذلك تعتبر عملية التشخيص مهمة جدا في هذه القضية»، منوها إلى أنه «من أجل التعرف على المرض يجب معرفة الحالة الطبيعية أولا، في الوقت الذي لابد من التفريق والفصل خلال عملية التشخيص بين ما حدث في فترة الطفولة والمراهقة وعند الكبر في السن، لأن التشخيص يجب أن يكون دقيقا وصحيحا في مسألة اظطراب الهوية الجنسية، وأنه بعد ذلك يتم البحث في الأسباب المؤدية إلى ذلك».
ومن جانبها، قالت اختصاصية الغدد وأمراض السكر في مركز الخليج التخصصي للسكر منى عريقات إن «موضوع تصحيح الجنس معقد وشائك وحساس ولا بد من تناوله بأبعاد وأوجه مختلفة، إذ تمر المسألة خلال عدة مراحل وأولها مرحلة تكون الجنين، والمرحلة الثانية هي عند مرحلة البلوغ التي تبدأ من خلالها الغدد التناسلية بالنشوط وإفراز الهرمونات، ويبدأ من بعدها حدوث التغيرات في الشعر والوجه والجسم». موضحة أن «هناك أمثلة عدة في أنواع الخلل التي تحدث لتعوق المسار الطبيعي، ومنها أن يولد طفل يحمل الجنسين، أو أن يكون المولود انثى لكن تعرض لمستويات عالية لهرمون الذكورة لأمور مختلفة والعكس صحيح في ذلك، إذ ان الهرمونات التي تكثر في جسمه تظهر عليه وتشكل اختلالا في الجنس بصورة عامة».
وأضافت عريقات أن «العلاج، يكون بعد تشخيص الشخص والتأكد من وجود الحالة المذكورة، أي بمعنى آخر عندما يكون الجنس الظاهري لا يطابق الجنس الجيني الباطني، لا بد من تزويد الجنس بالهرمونات المكملة حتى يكتمل الشكل الخارجي والداخلي للحالة بشكل عام غير مفصل، أمام في أمور أخرى بالإمكان القيام بعمليات جراحية في حال استدعى الأمر».
العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ