شارع البديع هو الشريان الحيوي لجميع من يسكن ويعمل في المناطق المرتبطة به من النعيم إلى البديع (بما في ذلك إمكان الوصول إلى المستشفى الدولي ومستشفى جدحفص للولادة وطوارئ السلمانية). أما شارع الجنبية فهو الشريان الحيوي لكل من يحتاجه ما بين البديع إلى كوبري الجسرة (المؤدي إلى جسر الملك فهد وسوق واقف والمنطقة الغربية ومدينة حمد والمستشفى العسكري). هذان الشارعان هما اللذان يمدان كل من يسكن في هذه المناطق بالحياة، ونستطيع أن نعرف مدى أثرهما عندما يقع حادث سيارة بسيط، إذ تتعطل حركة المرور ويضج الجميع الذين لا حول لهم ولا قوة بانتظار حلحلتها بعد تسجيل المخالفة رسميا. هذان الشارعان يتحكمان في حياة ثلث سكان البحرين، وهذا الثلث يتضرر حتى من حادث عابر بين السيارات، فكيف الحال به إذا تم حرق إطارات وحدثت مناوشات بين مجموعة من الشباب في مقتبل العمر وقوات الأمن؟
وهذا ينقلني إلى الموضوع مباشرة... فأمن هذين الشارعين والحفاظ على تدفق حركة المرور يرتبط بمصلحة الجميع، ولا يمكن أن تترك الأمور على حالها من دون أن يتدخل عقلاء المجتمع ليتفاهموا مع المسئولين بشأن المحافظة على سلامة وأمن كل ما يرتبط بحياة الناس اليومية. ولا يمكننا أن نترك الأمور تستمر على ما هي عليه، لأن في ذلك إضرار بمصالح الناس قبل الإضرار بمصالح الدولة. كما أن من الواضح أن هناك من المسئولين ممن يود تحقيق الأمن عبر أساليب حضارية بضمنها مشاركة من يحترمهم الناس في الرأي.
المسئولية تقع على عاتق الوجهاء والرموز في كل قرية أن يبادروا لمعالجة ما يدور حولهم ومنعها من الاستمرار نحو المجهول. فالواقع يقول إن أية جهة مسئولة عن الأمن لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي إذا تم تعطيل منطقة حيوية، وعلينا أن نتوجه إلى شبابنا لنقنعهم بأن ما يلجأون إليه إنما يضر أهلهم ويضر منطقتهم ويضرهم مباشرة. فهؤلاء فلذات أكباد أهاليهم، وهم أحق بأن يكونوا ضمن الفئات التي تحصل على حقوقها بطريقة سلمية وليس عبر أساليب تضر بها أساسا.
وإذا كان من الشباب من يقرأ هذه الكلمات، فإنني أتوجه إليهم بقلب محب لهم ولأهاليهم ولمستقبلهم، وأدعوهم إلى أن يفكروا كثيرا قبل أن يهرعوا إلى عرقلة الحياة على هذين الشارعين الحيويين (أو على أي شارع آخر)... فالبحرين بألف خير، وهناك من تم انتخابه ليمثل الأهالي في البرلمان وفي البلديات، وهؤلاء لديهم نفوذ ويستطيعون إيصال المطالب، ولنعطيهم الفرصة ليحققوا جانبا من تلك المطالب. علما بأن عرقلة الحياة يوميا يحول جهود هؤلاء من تحقيق المطالب إلى المطالبة بالإفراج عمن يتم اعتقالهم هنا وهناك. إنها كلمات من القلب إلى القلب: إن هناك فئة سيئة تنتفع من خلال التزلف إلى الدولة وهؤلاء يستفيدون كثيرا مما يقوم به بعض الشباب في مناطقنا الحيوية... فهل لنا في ذلك من عضة؟
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1630 - الأربعاء 21 فبراير 2007م الموافق 03 صفر 1428هـ