لم يكن بإمكاني أن أتجاهل هذا المثل»المصري»الذي استحضرته وأنا أقرأ ما كتب عن «المعسكر الإرهابي» الذي اكتشفته وزارة الداخلية في قرية بني جمرة، والتدريبات العسكرية المنظمة التي تتم فيه عبر تجنيد الشباب، وصناديق الزجاجات الحارقة التي يعج بها.
ومع الاعتذار لإخواننا المصريين لاستعارة مثلهم العتيد ذاك، إلا أنني لم أجد توصيفا أكثر دقة وأبعد رمزية منه للإشارة إلى تلك الجهات التي تنتظر ولو شرارة بسيطة لتضرم فيها النار وتزيد الأوجاع. فتتشبه بتلك النساء المصريات العواجيز اللاتي يتكسبن من البكاء واللطم في مناسبات الوفاة، فيدفع أهل المتوفى لمن تلطم أكثر، ولذلك تجد كل سيدة منهن تنتظر بفارغ الصبر أن يموت أحدهم، لتشبع في جنازته من اللطم، على طريقة هذا المثل.
كأن ما في البحرين من حوادث وصراعات غير كاف، ليتم تحويل حدائق وبساتين تقطنها الدجاج وقطعان الأغنام بين يوم وليلة إلى معسكرات إرهابية يجند فيها الشباب، ويقال إنهم يعملون ضمن مخطط إرهابي منظم. وكأن كل التهم التي وجهت للبحرينيين من عمالة للخارج، ووفاء لغير الوطن، وتخريب لمكتسباته غير كاف، لتضاف تهمة العصر»الإرهاب» إلى القائمة، فتصدر الداخلية بيانها الذي كشف أن الأعمال التخريبية التي تمت وتتم في البحرين كانت «مدروسة» ومخطط لها، فتتلقفه تلك الجهات كالهدية، لتتفنن في تفسيره والنفخ فيه، فتضرم النار، وتشبع من اللطم. ولا تقدّر، أو ربما تقدر تماما، أبعاد هذا النفخ، الذي ربما يحرق البلد بمن فيها.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1629 - الثلثاء 20 فبراير 2007م الموافق 02 صفر 1428هـ