العدد 1629 - الثلثاء 20 فبراير 2007م الموافق 02 صفر 1428هـ

المدني: الملوثات الملقاة في الجو تنعكس على صحة الإنسان مستقبلا

في ضوء مشاركة بيئيين من 18 دولة

أكد رئيس اللجنة التنظيمية العليا للمؤتمر المؤتمر العربي بشأن تلوث البيئة وصحة الإنسان إسماعيل المدني أثناء المؤتمر أن هناك حقيقة علمية أكدها اكثر العلماء بشأن أن الملوثات التي يلقيها الإنسان ترجع إليه مرة أخرى بشكل آخر، ما يجعل بعض الملوثات ذات علاقة ببعض الأمراض، مطالبا بتبني سياسة بيئية لتفادي الأمراض التي تسببها هذه الملوثات.

جاء ذلك خلال المؤتمر الذي نظمته الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية برعاية رئيس الهيئة الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة أمس (الثلثاء) بفندق الدبلومات.

وأضاف المدني أن كل تنمية صناعية تدخل فيها مواد غازية أو صلبة تدخل إلى الأوساط البيئية يمكنها أن تؤثر على الهواء الجوي، إلى جانب تأثيرها على المياه والمحيطات، إذ إن هذه المواد لها انعكاسات كبيرة في المستقبل.

وأوضح المدني أنه مع استمرار الإنسان على نهج إلقاء كل المواد التي تدخل في الصناعة على الكرة الأرضية فان ذلك سيسبب في ظهور عوارض مرضية على طبقة الأوزون، إلى جانب تساقط ثلوج حمضية أثرت على الإنسان والحياة الفطرية على مر الزمن.

وأشار المدني إلى أن الإنسان حاليا لا يدرك أن صحته في خطر وخصوصا مع تزايد المواد التي ألقائها، مؤكدا أن هذه المواد السامة يمكن أن ترجع عليه بعد فترة قصيرة أو طويلة.

كما تطرق المدني إلى الكوارث البشرية التي سببتها قضايا التلوث مشير الى ان التاريخ سجل منذ الخمسينات كوارث بشرية في الغرب والشرق، اذ تمثلت كارثة الغرب في بريطانيا التي شهدت في شهر ديسمبر/ كانون الأول من منتصف الخمسينات موت 4 آلاف مواطن بسبب تلوث الهواء الجوي ما دفع البريطانيين الى اطلاق اسم «العيد الحزين» على ذلك اليوم.

أما عن كارثة الشرق فأشار المدني إلى الكارثة الإنسانية التي أصابت اليابان في الخمسينات بسبب ظهور مرض غريب في الأسماك الموجودة في احدى المناطق الموجودة بالقرب من البحيرات إذ تم اكتشاف وجود عنصر زئبقي سام كان مصدره المخلفات السائلة في الأسماك البحرية ما أثر على الأسماك والإنسان.

واكد المدني أنه على رغم مرور أكثر من 60 عاما على كارثة اليابان إلا أن المجتمع الياباني مازال يعاني من آثار هذه الكارثة وخصوصا مع تصريح رئيس الوزراء الياباني السابق في مايو/ أيار 2006 الذي نادى بضرورة عدم السماح بظهور أمراض بسبب التلوث».

واوضح أن المخاطر البيئية تعتبر من أولويات أجندة الوضع العالمي، مشيرا الى انها تشكل نسبة 25 في المئة من المشكلات الصحية مؤكدا تسبب بعض المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة في هذه الأمراض.

الهبر: تحسنات ملحوظة في الوطن العربي

ومن جهته اعتبر الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بالمكتب الإقليمي لغرب آسيا حبيب الهبر أن الوطن العربي شهد خلال العقدين الماضيين تحسنات ملحوظة في البيئة والصحة ومحو الأمية إلى جانب تطور وضع المرأة والخدمات البيئية المقدمة للمواطنين، إضافة إلى زيادة عدد المؤسسات الطبية.

واشار الهبر إلى أنه على رغم التطور الحاصل إلا أنه يواجه استمرارا متزايدا في عدد السكان، إلى جانب التقلبات الاقتصادية مع ارتفاع معدل البطالة، موضحا أن الأكثر مصيبة في هذه المشكلات هو استنزاف الموارد الطبيعية مثل الماء.

واوضح الهبر أن زيادة الطلب على النفايات البلدية مع توسع قطاع السكن، إلى جانب خسارة المساحات الخضراء ساهم بشكل كبير في زيادة القضايا البيئية مشيرا الى ان كثيرا من النفايات في المدن يتم التخلص منها عن طريق البحر ما أدى إلى خسارة مصائد عدة في الأسماك إلى جانب تلوثها.

وبالنسبة إلى تغير المناخ وزيادة تلوث الأوزون أكد الهبر أن الدراسة عن هذه القضايا لم تأخذ في الوطن العربي حقها، في الوقت الذي يمكن أن تتسبب في حدوث الأعاصير والأوبئة، إضافة إلى انها من الممكن أن تسبب مجاعة، مؤكدا امكان معالجة هذه القضايا عن طريق الشراكة الدولية.

وأضاف الهبر أن المصاريف التي تنفق في مجال البيئة وخصوصا التي من الممكن أن تضر الإنسان سيتم إنفاقها بشكل مضاعف لمعالجة الإنسان.

جبرالله يدعو إلى التعاون في قضايا التلوث

وعلى صعيد متصل دعا نائب مدير إدارة البيئة والإسكان والتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية جمال جبرالله إلى التعاون بين جميع الجهات والدول مع توفير الجوانب القانونية، إلى جانب توفير مبدأ الشراكة الفاعلة بين جميع القطاعات والتي تعتبر من الأساليب الحضارية.

وطالب جبرالله الجهات المعنية بالتلوث البيئي أن تضع جميع الجهات المعنية بالبيئة في الحسبان إذ إن التلوث البيئي في العالم في حال ازدياد.

وأكد جبر الله أن علاقة التلوث بصحة الإنسان ترتبط أيضا بكل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وخصوصا أن هذه الجوانب تلعب دورا كبيرا في علاقة التلوث بصحة الإنسان.

علاقة جودة الهواء بالصحة

وفي ضوء اهتمام المؤتمر بصحة الإنسان تحدثت المهندسة بالإدارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية زهوة الكواري عن مدى علاقة جودة الهواء بصحة الإنسان، مشيرة إلى أن هناك علاقة بين جودة الهواء وصحة الإنسان واكدت ان كثيرا من الأمراض المنتشرة لها علاقة بالمواد الكيماوية والأوزون، إضافة إلى علاقتها بتلوث المصانع وعوادم السيارات.

وأوضحت الكواري أن أكثر الأمراض التي يسببها غياب جودة الهواء هي أمراض الحمل، مبينة أن هناك علاقة ولو متوسطة بين انعدام جودة الهواء وعلاقته بالأمراض السرطانية.

وأضافت الكواري أن المعلومات الصحية التي تمتلكها الهيئة العامة هي معلومات مشتركة بين الهيئة والصحة، مؤكدة أنه لم يتم حصر جميع الأمراض التي سببها التلوث في جميع مستشفيات البحرين إذ إنها اقتصرت على مجمع السلمانية الطبي وخصوصا بشأن علاقة جودة الهواء بأمراض السرطان.

وأشارت الكواري إلى أن علاقة الملوثات بأمراض السرطان هي علاقة عالمية إلا أن علاقة التلوث بأمراض السرطان تختلف من مكان إلى اخر.

وعلى صعيد متصل أكدت الكواري ان هناك علاقة ايجابية بين جودة الهواء مع ظهور بعض أمراض العيوب الخلقية مشيرة الى ان مثل هذه الأمراض هي الأكثر وضوحا.

وأضافت أن الغبار والأتربة هي من أكثر الملوثات التي تكون سببا في ظهور الأمراض المختلفة.

العدد 1629 - الثلثاء 20 فبراير 2007م الموافق 02 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً