توفيت أمس الأول الحاجة خيرية عبدالعال بن غانم (أم هادي) زوجة المرحوم الشيخ عبدالحسين الحلّي قاضي التمييز في المحاكم الشرعية الجعفرية بالبحرين بدءا من العام 1935م حتى 1955م. الشيخ الحلي الذي عُرف بـ «المميّز» جرى استقدامه من العراق إلى البحرين في 1935م لينظم محاكم القضاء الشرعي الجعفري.
- ينتسب الشيخ عبدالحسين الحلّي إلى عائلة كبيرة في الحلّة تعرف بآل هليّل.
- ولد في الحلّة بالعراق العام 1883م، وعاش فيها حتى بلغ 13 عاما، لينتقل إلى النجف الأشرف للدراسة.
- تلقى الدراسة العلمية المتعارفة، حتى بلغ نال قسطا وافرا منها. ومن أساتذته في النجف شيخ الشريعة الأصفهاني، المجتهد السيد كاظم اليزدي، المجتهد الآخوند الخراساني الذي أجازه في الاجتهاد.
- تتلمذ على يديه عدد من العلماء، من أبرزهم الخطيب الأشهر الشيخ أحمد الوائلي والسيد علي كمال الدين الغريفي البحراني والشيخ محمدعلي زين الدين الدرازي، واستفاد كثير من علماء البحرين من مدرسته التي افتتحها بالمنامة قرب مسجد الخواجة ومنهم السيد علوي الغريفي والشيخ أحمد العصفور والشيخ منصور الستري والخطيب السيد محمد صالح العدناني وآخرون.
- من مؤلفاته: الفلك القديم والحديث، ينابيع الأحكام: (في علم الأصول)، النفحات القدسية: (مسائل في مشكلات الفقه)، منظومة في الأخلاق والآداب: (ألف بيت)، مصارع الكرام، الشجرة الملعونة، دين الفطرة: (كتاب عقائدي)، النقد النزيه: ردا على رسالة الإمام المصلح السيد محسن الأمين المسماة «رسالة التنزيه لأعمال الشبيه».
- بالإضافة إلى براعته العلمية الفقهية والأدب العربي كان يُحسن اللغة التركية العثمانية.
- له ديوان شعر كبير، وقد فاز شعره بعدة جوائز إحداها جائزة عالمية على قناة BBC، ومن موضوعات قصائده الحنين للوطن والإخوانيات والرثاء وقليل في شعر السياسة.
- وصفه المستشار البريطاني في البحرين تشارلز بليغريف في مذكراته بقوله: «رجل كبير السن، ذكي، يحب الفكاهة والهزل، ويرتدي دائما عمامة بيضاء حجمها كبير، وعباءة سوداء اللون، وله لحية سوداء مصبوغة ومزينة...».
- ناصر في بدء شبابه الحركة الدستورية في إيران والعراق، وساند الإمام الآخوند الخراساني، ولكنه انضم بعدئذ إلى صفوف المناوئين للأهداف الدستورية واحتجب عن رفاق دربه القدامى.
وقد انخرط بعد اعتزاله الشأن العام في صفوف القضاة الشرعيين، ما أدى إلى مشكلات مع المقربين إليه، وواتته الفرصة ليهاجر إلى البحرين ليعمل قاضيا مميّزا في محاكمها الشرعية في سابقة لافتة في تاريخ البحرين، وذلك بعد أن طلب منه المستشار البريطاني تشارلز بليغريف تنظيم المحاكم الجعفرية بعد أن اختلفت آراء وجهاء وعلماء الشيعة آنذاك حول طريقة اختيار القضاة والإجراءات التي ستتبعها المحكمة.
- توفي سنة 1955م، وأقيمت لفقده محافل التأبين في البحرين وفي موطنه بالعراق.
- له ذريتان من زوجتيه، أنجب من زوجته العراقية 3 أولاد وبنتان لم يبق منهم إلا واحد هو المهندس عبدالأمير، فيما أنجب من زوجته البحرينية التي توفيت أخيرا ولدين أحدهما فائق وهو طبيب بمجمع السلمانية والآخر محمدهادي وهو رجل أعمال حرّة، كما أنجب منها 3 بنات تزوج إحداهنّ الوزير السابق ومستشار رئيس الوزراء محمد المطوّع، والأخرى تزوجها رجل الأعمال تقي البحارنة، والثالثة تزوّجها الوزير السابق ماجد الجشيّ.
العدد 1628 - الإثنين 19 فبراير 2007م الموافق 01 صفر 1428هـ