سترة أدخل كرة السلة البحرينية في عصر جديد من خلال فوزه التاريخي بكأس السلة للموسم الجاري متفوقا على فريق المنامة زعيم كرة السلة البحرينية في مباراة رائعة وصعبة على الفريقين.
فريق المنامة تعرض إلى خسارة قاسية أدخلت النادي في دوامة من المشكلات التي لن يتمكن من الخروج منها سريعا، إذ إنها بدأت تكبر ككرة الثلج المتدحرجة.
هذه المشكلات تنوعت بين إدارية وفنية وأخلاقية من خلال تصرفات الجماهير، وأخذ النادي في انتظار العقوبات المتعاقبة التي تصدر بحقه وبحق منتسبيه.
حقا، دائما ما يغطي الفوز جميع السلبيات على عكس الهزيمة التي تظهر كل شيء وتعريه أمام الرأي العام وتفتح أبوابا لم يكن لها أن تفتح لولا هذه الهزيمة.
سلة المنامة تعيش تراجعا في مستواها منذ موسمين تقريبا ولكن مواصلة الفريق للانتصارات وتحقيق البطولات كان يعمي عن جميع هذه السلبيات، وهذا التراجع أمر طبيعي يحدث لأي فريق وخصوصا أن سيطرة المنامة على كرة السلة البحرينية امتدت منذ مطلع التسعينات وإلى الآن.
فريق المنامة يمر بمرحلة انتقالية في الفترة الحالية وهو بحاجة إلى تجديد دمائه للمحافظة على حيوية الفريق التي بدأ يفقدها في ظل تشبع لاعبيه وكبرهم في السن.
عموما، المنامة مازال بطلا للدوري لعشرة مواسم متتالية وهو يأمل تحقيق البطولة الـ11 على التوالي ليعادل بذلك رقم الأهلي القياسي في الفوز المتتالي على رغم أنه يحمل الرقم القياسي في عدد بطولات الدوري.
خسارة المنامة للكأس لن تعني الكثير للفريق إذا ما قورنت بخسارته للدوري الذي يعتبر الأهم، إذ سبق للمنامة خسارة بطولة الكأس قبل موسمين لصالح المحرق، أما خسارته للدوري فهي تعود إلى أكثر من 10 سنوات ماضية وهنا الفرق بين البطولتين.
فخسارة المنامة للدوري ستكون بحق نقطة تحول لهذا الفريق ولبقية فرق الدوري البحريني، على عكس خسارة الكأس التي لا تعدو كونها انتكاسة يمكن النهوض منها بسرعة.
على الجانب الآخر، هناك النقيض ففريق سترة يمر بأوج عطاءاته ويقدم أفضل مستوياته على مر تاريخه، وهو مؤهل للاستمرار في العطاء وتحقيق الانجازات، إذا حافظ على توليفته الحالية من اللاعبين وحافظ على مستوياتهم الفنية العالية من التأثر بالاهتمام الإعلامي والثقة الزائدة.
فوز سترة ببطولة الكأس يجب ترجمته إلى برامج عملية لكرة السلة الستراوية تضمن الاستمرارية في تحقيق الإنجازات وعدم الاكتفاء ببطولة واحدة، فالعمل بجد والاهتمام بالقاعدة في ظل القوة البشرية الكبيرة التي تتمتع بها منطقة سترة سيقود ربما إلى سيطرة سلاوية على كرة السلة البحرينية شبيهة بسيطرة الأهلي السابقة وسيطرة المنامة الحالية إلا أن ذلك مازال بعيدا حتى الآن.
تصريحات حمزة
على رغم أن مدرب المنامة أحمد حمزة مازال مُصرا على عدم الاعتذار عن التصريحات التي أطلقها ضد الحكم الدولي سعيد عمران فإن الجميع يدرك خطأ هذه التصريحات ومجانبتها للواقع وتجنيها على الحكم الذي يعرف الجميع حياديته، بغض النظر عن الأخطاء التي من الممكن أن تحدث خلال المباراة.
التصريحات التي أطلقت أضرت بالحكم نفسيا وعائليا وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الحالات، فالحكم هو بشر يتأثر بما حوله وبما يقال عنه فكيف بما قاله حمزة!
ما نتمناه من أحمد حمزة المعروف بشجاعته أن يبادر إلى حل الموضوع وديا من خلال تصحيح تصريحاته بدل اللجوء إلى القضاء وهذا ما لا نتمنى أن تدخل فيه أسرة كرة السلة البحرينية.
تسجيل جون وفتاي
الاتحاد البحريني لكرة القدم تجاوز كل المطالبات بعدم تسجيل جون وفتاي في سجلات الاتحاد كلاعبين مواطنين وقام بتسجيلهما متذرعا برد الفيفا الذي من الطبيعي أن يرد بهذا الرد في ظل الأنظمة والقوانين التي تسير عمله.
وبذلك أصبحت الكرة الآن في ملعب الأندية أعضاء الجمعية العمومية الذين من الممكن أن يثوروا (مثلما فعلت الجمعية العمومية لاتحاد السلة) ويقرروا النظام المناسب الذي يرتؤونه، أو بإمكانهم السكوت عما يحصل من تجاوز واضح خوفا من المجهول أو طمعا في المأمول!
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1628 - الإثنين 19 فبراير 2007م الموافق 01 صفر 1428هـ