ليس هناك إحصاء دقيق للاجئين في العالم لأن أعدادهم تزداد كل يوم بفعل عوامل شتى، ولكن من المؤسف التعامل بعنصرية تجاه هذه القضية، ففي باكستان أغلقت مخيمات تأوي أكثر من 230 ألف لاجئ أفغاني بسبب مزاعم انعدام الأمن، ولكن السبب الخفي هو مكافحة الإرهاب، وفي السواحل اليمنية عثر على 107 جثث للاجئين صوماليين لقوا مصرعهم غرقا ولم يحرك العالم ساكنا تجاه الأسباب التي دفعتهم إلى اللجوء، وفي دارفور فر مئات الآلاف إلى تشاد ويرفض الغرب المساعدة على تمويل قوات الاتحاد الإفريقي التي جلبت لتوفير الأمن لهم بل تتخذهم الدول الكبرى ورقة ضغط على الخرطوم.
وفي الشأن الفلسطيني، لاجئون لأكثر من خمسين عاما ترفض «إسرائيل» عودتهم إلى أراضيهم المغتصبة ما جعل أية تسوية مستحيلة. وتسببت أميركا بغزوها العراق بلجوء أكثر من مليوني عراقي إلى الخارج، والمفارقات أنه في حين يتحول الوضع إلى أكثر خطورة تقفل الحدود الأميركية في وجه اللاجئين على رغم أن واشنطن هي المتسببة ببؤسهم، فمنذ بداية الغزو في العام 2003 لم يسمح سوى لـ 663 لاجئا عراقيا فقط بدخول أميركا، وتحت ضغط الرأي العام وبعض النواب الأحرار أعلنت واشنطن أنها ستقبل نحو 7000 لاجئ جديد، ولكن طبعا ستتم التفرقة بين هؤلاء بحيث يستوعب النوابغ فقط ويترك الباقون؛ ولذلك من الضروري أن ينتبه العراقيون للمؤامرة بحيث لا يقبلون اللجوء في دولة تحتلهم فبدلا من أن يغادروا وطنهم، على الأميركيين الخروج منه أولا.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1628 - الإثنين 19 فبراير 2007م الموافق 01 صفر 1428هـ