أرسل الناشط نبيل بن رجب ردا أو تعقيبا، على مقال يوم السبت الماضي المنشور في هذه الزاوية والمعنون بـ«المعهد الأكثر من صهيوني». وهنا أنشر الرد مختصرا بسبب ضيق المساحة وموجبات الصداقة مع بن رجب نفسه.
أخي العز يز محمد العثمان...
لقد تابعت من الولايات المتحدة مقالك بشأن المعهد «الأكثر من صهيوني»، والذي كما تفضلت «هو من كان يقف خلف صقور الإدارة الأميركية». إذن في نهاية الأمر فإن الإدارة الأميركية هي من يقوم بتنفيذ الاستراتيجيات التي يضعها ذلك المعهد. وهذه الإدارة هي الصديق الأول لحكومتنا، وقيادتنا السياسية التي تشيد دائما بتلك الإدارة بل تكرم قياداتهم العسكرية والسياسية عندما تزور البلاد، والإدارة الأميركية تدرب قضاءنا، واقتصادنا ملحق بها عبر اتفاق التجارة الحرة، وهي موجودة في مخادعنا ومجالسنا الاجتماعية.
نحن لم نذهب إلى الولايات المتحدة لكي ننضم إلى مخطط سري وضعته الصهيونية للسيطرة على بلادنا عبر الولايات المتحدة، فالمخطط علني وأصبح تحصيل حاصل كما يقول من يوزع الاتهامات علينا. ولم نذهب لتأييد سياسات المعهد المذكور أو للحصول منه على الدعم المعنوي منه أو المادي.
وأنى أتساءل أخي العزيز... هل من المهنية أن تحجب صحافتنا المحلية أخبار جميع اللقاءات التي قام بها الوفد في الولايات المتحدة ويتم التركيز على لقاء واحد منها فقط؟ وليس كل من نلتقي به يا أخي العزيز في هذه البلدان يتفق معنا أو نتفق معه في كل شيء.
لقد تابعنا الحملة الإعلامية التي تم شنها ضدنا في الصحافة المحلية. فبعد أن كان الإيحاء بأننا عملاء لإيران والمجموعات الإسلامية تارة، أو مدافعون عن المتهمين بالإرهاب السجناء في غوانتنامو تارة أخرى، أصبحنا فجأة عملاء للصهيونية وصقور الإدارة الأميركية!! ونأسف فعلا أن تنحدر المهنية الصحافية إلى هذه الدرجة، حيث يتم النهش في سمعة الناشطين الذين دأبوا على الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق الصحافيين، وهم محرومون من الدفاع عن أنفسهم في وسائل الإعلام المحلية.
وختاما أيها الأخ العزيز، فليس من عادتنا الرد على ما تحفل به الصحافة من كتابات ضدنا منذ عدة سنوات، ذلك أن من يكتبون غالبا - سواء من القدامى أو الجدد - يكونون من صنف من يرتزق ويتسلق على حساب الآخرين، ممن يتسامحون مع الذئاب في حين ينهشون كالضباع في لحم الفريسة الضعيفة. (انتهى)
عزيزي نبيل، نحن لا نشكك في النوايا التي تحملها بين حنايا ضلوعك، ولكن الأمر أبعد من نوايا، ولا نريد توريط أحد من البحرينيين مع هذه المعاهد. أنت تعلم عن وجود الخطاب المزدوج لأميركا والغرب بشأن حقوق الإنسان. إذا، ما الفائدة المنتظرة من هذه الدول سوى تطبيق ما يتطابق مع مصالحها وتلك المصالح قامت المعاهد - انتربرايز احدها - بربطها بمصالح الكيان الصهيوني. بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع الأنظمة العربية الحاكمة؛ إلا أن ذلك ليس مدعاة لهدم الدنيا على رؤوسنا كمجتمعات عربية! ولا تعتقد يا أخي العزيز بأنك تمسك بتلابيب الأمور مع «انتربرايز» أو غيره من معاهد. هم يستخدمون ما تدلي به من معلومات لتفعيل خطط «معششة» في أذهانهم منذ اليوم الأول لتأسيس معاهدهم! ولنا وقفة تفصيلية لبيان موقع المعهد وسياسته التدميرية لأنسجة المجتمعات العربية.
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1627 - الأحد 18 فبراير 2007م الموافق 30 محرم 1428هـ