لاتزال الأخبار التي ترد إلينا عما يحدث في المحافظة اليمنية الشمالية بصعدة يكتنفها الشك ويلفها الغموض.
فالتصريحات الرسمية تؤكد أن «المتمردين» الذين يقودهم عبدالملك بن الشيخ بدر الدين الحوثي - أحد مراجع الطائفة الزيدية في اليمن - ما هم إلا بقايا أتباع شقيقه حسين الذي قتل في العام 2004 إثر حملة عسكرية كبيرة على معاقل نفوذه في جبال مران الوعرة بصعدة، بسبب تشكيله لتنظم «الشباب المؤمن» الذي تتهمه السلطات بأن له ارتباطات خارجية ينفذ أجندتها الرامية لتغيير النظام بالقوة.
وتصر الحكومة على أنها لم تقدم على العمل العسكري والمفوض من قبل البرلمان اليمني، إلا بعد أن استنفدت كل الطرق السلمية، وأن خطوتها جاءت بعد أن استفحل خطر «الحوثيين» وباتت مسألة الحسم هي الخيار الوحيد.
فيما يؤكد «الحوثيون» - من جانبهم - أنهم لم يلجأوا إلى المواجهة المسلحة إلا حينما حاربتهم الحكومة، وسعت إلى إبادتهم «فكريا وجسديا»، وأن تنظيمهم سلمي يرمي لمناهضة النفوذ الأميركي والإسرائيلي ونقد الممارسات الحكومية الخاطئة، وأن أدبياتهم تشهد على ذلك، وما الحملة «الشرسة» عليهم سوى تنفيذ لأوامر خارجية ترى أن تنامي نفوذ تنظيمهم يمثل خطرا على مصالح تلك الدول الخارجية.
بين هذا وذاك يبقى ملف «الحوثيين» معلقا في الهواء، يحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء بعيدا عن سياسة «الكيل بمكيالين» التي تصر فيه دول كبرى على إرسال لجان تحقيق لبعض البلدان بدعوى انتهاكات إنسانية بينما تبقى بلدان أخرى تخيم عليها «سحائب الارتياب».
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1626 - السبت 17 فبراير 2007م الموافق 29 محرم 1428هـ