الزوج من إحدى الطوائف الطيبة في البحرين، والزوجة من الطائفة الأخرى الطيبة كذلك... تزوج الاثنان عن قصة حب جميلة أثمرت ثلاثة أطفال وبيتا كبيرا وراحة بال، وعلاقة جميلة دامت أكثر من ثمانٍ وعشرين سنة.

ولكن بعد عشرة العمر تكتشف الزوجة من قبل أحد المتعصبين، أن عقد الزواج باطل وأنها يجب أن تطلب الطلاق من زوجها، وألا تعطيه حقوقه الزوجية من اهتمام به أو ببيته، وأن تبعد أبناءه عنه وعن مذهبه.

والأمَرّ من ذلك هو جرجرته إلى محاكم طائفتها لطلب الطلاق والنفقة وحضانة الأطفال، ورفع القضية تلو القضية عليه، وسبّه وشتمه من قبل أم أولاده، والله العالم ماذا كان يحاك له من قبل الزوجة بالتعاون مع...... بعض الخطوط الحمراء، والعهدة على الراوي!

المهم قام الزوج بتطبيق ما تم في المحكمة الشرعية، وقام بدفع النفقات والمبالغ الطائلة حتى لا يدخل المحاكم مرة أخرى أو يقف أمام زوجته التي قضى معها عشرة العمر وبنى معها بيت الأحلام والآمال.

ولكن مع ازدياد تضييق الخناق عليه، لم يستطع الزوج أن يتحمل أكثر من ذلك، فقام بطلب نقل القضية إلى محكمة الطائفة الثانية، ولكن لا أحد جاوبه أو ناقشه، وقام أحد القضاة بالاكتفاء بعرض عقد الزواج الذي تم على غرار طائفة زوجته، موضحا له صعوبة نقل القضية إلى المحكمة التابعة لطائفته.

وترجع الذكرى في قلبه عندما وقع في حبّها، وأصر الاثنان على الزواج، قاذفين بآراء والديهما عرض الحائط، فالإنسان لا يختار من يحب أو متى يحب، ولكن بعد عشرة العمر ووجود الأطفال يدخل من يدنّس هذه العلاقة المقدسة أيما كانت ما تكون، ليفتي بتحريم زواج الطائفتين، فينهار البيت، وتدخل المصائب وليست المشكلات، فالبنيان الأسري لم يكن وليد يوم أو يومين، بل كان عشرة العمر التي قضاها الزوج والزوجة تحت سقف واحد.

يا لَهذه القصة المؤلمة التي لا تجد طريقا إلا الحزن والمآسي، إذ كيف سيبني الزوج أو الزوجة بيتا آخر بعد هذا العمر الطويل، فالأيام لا ترجع إلى الوراء، وما كان لا يمكن أن نمحوه ونغيرّه، بل يظل عالقا في الأذهان وتدركه العيون بذرف الدموع على العمر الذي هُدَر دون رحمة في اتخاذ قرار الطلاق.

وأيا كانت قصة الزوج قابلة للصح أو الخطأ، فإن داخل غرفة الزوجية لا نستطيع أن نحكم أيهما على خطأ وأيهما على صواب، ولكن نستطيع أن نحكم عن أي قلب هذا الذي يفرّط في عشرة عمر دامت ثمانٍ وعشرين سنة داخل عش الزوجية، فالزوجة تديّنت واكتشفت بأن العقد باطل!، بعد علاقة زوجية مقدّسة زادت عن الربع قرن... وللحديث بقية في هذا الشأن.