حذرت وكالة الفضاء والطيران الأميركية «ناسا» من أن ظاهرة الاحتباس الحراري ربما تزيد مخاطر الجفاف في المناطق التي تعاني من ندرة المياه في العالم وتؤدي إلى زيادة كمية المطر في مناطق أخرى.
وأشار باحثون بوكالة الفضاء الأميركية، إلى أن تأثر حال المناخ بتغير كمية الاشعاع الشمسي التي تصل إلى كوكب الأرض والتوقعات بتغيير خريطة وكمية المطر بمناخ أكثر دفئا، بفعل الغازات التي تحتجز الحرارة.
وأوضح الباحثون أن كمية المطر قد تقل في مناطق مثل جنوب غرب الولايات المتحدة والمكسيك وأجزاء من شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأستراليا، فيما قد تزيد في المناطق الواقعة غرب المحيط الهادي وعلى طول خط الاستواء وجنوب شرق آسيا.
وأخيرا توصل اجتماع في واشنطن ضم قادة سياسيين من مختلف أنحاء العالم إلى اتفاق جديد بشأن التعامل مع التغير المناخي. واتفقت الأطراف على أنه يتعين على الدول النامية الالتزام بأهداف خفض غازات الاحتباس الحراري بالقدر المطلوب نفسه من الدول الغنية.
واتفق المجتمعون أيضا في اللقاء غير الرسمي على تشكيل سوق عالمية لخفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون ومبادلته. وقال بيان صادر عن منظمة «المشرعون العالميون من أجل بيئة متوازنة»، والمعروفة اختصارا باسم «غلوب»، إن «التغير المناخي هو قضية عالمية وهناك التزام علينا جميعا أن نتحرك وفقا لقدراتنا ومسئولياتنا التاريخية».
وأكد البيان الختامي «أن تسبب البشر في تغير المناخ أصبح الآن «لا يحتمل الشكوك».
هذه التحذيرات والدعوات تتوافق مع تقرير صدر أخيرا عن الأمم المتحدة أكد أن الدلائل الرصدية تبين أن تغيرات المناخ في القرن العشرين، أثرت فعلا على مجموعة متنوعة من النظم الفيزيائية والبيولوجية. وتشمل أمثلة التغيرات الملاحظة ذات الصلات بالمناخ تقلص الأنهار الجليدية وذوبان التربة الصقيعية وتزحزح الجليد المتجمد ومواعيد تحطم الجليد في الأنهار والبحيرات، وحدوث زيادات في الأمطار المتساقطة وغزارة المطر في معظم المناطق ذات خطوط العرض الوسطى والعليا في نصف الكرة الشمالي «وطول فترة مواسم النمو» والتبكير في مواعيد الازهار في الأشجار، وظهور الحشرات ومواعيد التبييض لدى الطيور، وسجلت جوانب ارتباط مهمة من الناحية الإحصائية بين التغيرات في المناخ الإقليمي والتغيرات الملاحظة في النظم الفيزيائية والبيولوجية في مجال المياه العذبة والبيئات البرية والبحرية في جميع القارات.
ومن المتوقع أن تكون العلامات التي تشير إلى تأثيرات التغير المناخي على المستوى الإقليمي أوضح في النظم الفيزيائية ونظم الكائنات الحية ما هي عليه في النظم الاجتماعية والاقتصادية، التي تتعرض في الوقت نفسه لكثير من الإجهادات المعقدة غير المتصلة بالمناخ مثل نمو السكان والتوسع الحضري. وتشير الدلائل الأولية إلى أن بعض النظم الاجتماعية والاقتصادية قد تأثرت إلى حد ما، بالتغيرات المناخية الإقليمية في القرن العشرين (على سبيل المثال زيادة الأضرار الناجمة عن الفيضانات ونوبات الجفاف في بعض المواقع مع زيادات واضحة في تأثيرات التأمين). وان إجراء تفسيرات عارضة أو تفسيرات بديلة لمثل هذه التأثيرات الإقليمية الملاحظة لا يسفر إلا عن ثقة منخفضة إلى متوسطة بشأن تحديد ما إذا كان التغير المناخي يؤثر في هذه النظم.
ويبدو أن التغير المناخي أصبح مشكلة حقيقية تحدث الآن وتتفاقم باطراد. وأدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام الـ 150 الماضية إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة. هذه الأنواع من الموارد الاحفورية أطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. ولكم ان أردنا تجنب العواقب الأسوأ ينبغي أن نلجم ارتفاع الحرارة الشامل ليبقى دون درجتين مئويتين.
والمقصود بالتغير المناخي هي تلك العوامل التي تؤدي إلى اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة على الأرض. عندما نتحدث عن تغير المناخ على صعيد الكرة الأرضية نعني تغيرات في مناخ الأرض عموما. وتؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1625 - الجمعة 16 فبراير 2007م الموافق 28 محرم 1428هـ