العدد 1625 - الجمعة 16 فبراير 2007م الموافق 28 محرم 1428هـ

الجودر: الجمري انتهج الإصلاح... قاسم: عرفته وطنيا وحدويا

بمشاركة خليجية في التأبين الجماهيري لأبي جميل

أكد الشيخ صلاح الجودر أن الفقيد الشيخ عبدالأمير الجمري كان أحد الرموز التي وضعت لبنات الإصلاح ومن أهم الدعاة إلى الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، فيما أشار رئيس المجلس الإسلامي العلمائي الشيخ عيسى قاسم إلى أن الجمري كان على الدوام وطنيا وحدويا نبعت صفاته من إسلاميته. جاء ذلك في حفل التأبين الذي أقيم مساء أمس في جامع سار الكبير.

وبمشاركة كبيرة من الشخصيات الدينية والسياسية من البحرين ودول الخليج وحضور جماهيري كثيف. انطلق الحفل الكبير بكلمة إلى الشيخ صلاح الجورد قال فيها: «ما أحوجنا اليوم إلى رجل يحمل صفات الشيخ عبدالأمير الجمري (...) لقد كان أخا مجاهدا داعيا إلى الوحدة ونبذ التفرقة، ولا يسعنا إلا أن نقف هنا ونعزي أهله وشعب البحرين والأمة الإسلامية لأننا فقدنا شخصا لا يعوض أبدا».

وفي كلمة مؤثرة لرئيس المجلس الإسلامي العلمائي الشيخ عيسى قاسم نعى فيها الجمري بقوله: «أخي أبا جميل، عرفتك أبيا رجل وحدة لا فرقة وشتات، تحب الخير للإنسان، لك دين وضمير أعاناك على النجاح حيث المنزلقات الخطيرة. ستبقى تشارك في صناعة الأجيال الإسلامية في هذا الوطن، وستشارك في مواجهة كل خطط التفريق والاستبداد والاستهتار بكرامة الإنسان». وتحدث عن شخصية الجمري متسائلا: «ماذا كان الجمري؟ لقد كان الشيخ الجمري رضوان الله عليه وطنيا إسلاميا».

النعيمي: كان همه توحيد الخط الوطني والإسلامي

وألقى رئيس اللجنة المركزية لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) عبدالرحمن النعيمي كلمة أشار فيها إلى أن هناك أناس يعيشون بيننا، ولكنهم أموات يتحركون، وهناك أناس يرحلون عنا، يغيبهم الموت، فسيستمر حضورهم ويتصاعد في اللحظات والمحطات التاريخية، ويتذكرهم كل الناس... انهم رجال من طراز سماحة الشيخ المرحوم فقيد الوطن، عبدالأمير الجمري طيب الله ثراه... في المنعطفات التي مر بها الوطن، ومنذ أن عدنا إلى أرض الوطن في الثامن والعشرين من فبراير/ شباط 2001، كان الجمري قبلها وبعدها حاضرا في زوايا الوطن... في كل قضية من قضاياه الكبرى.

وواصل «كان الهم الأساسي لفضيلة الشيخ عبدالأمير هو توحيد الصف الإسلامي أولا ، وتوحيد الصف الإسلامي والوطني في الوقت ذاته... وكانت خطوته الكبيرة مع الشيخ عيسى بن محمد الخليفة هو اللقاء التاريخي في جمعية الإصلاح، وبحضور كوكبة من رجال البحرين الذين تصدوا للطائفية وأصروا على وحدة كل المناضلين من أجل حقوق الشعب، وفي مقدمتهم الشيخ عبداللطيف المحمود».

وقال النعيمي: «نرفض طأفنة قضايا الوطن، لذلك نشارك في تأبين هذا الرجل الكبير، المناضل الراحل، فقيد الوطن الشيخ عبدالأمير الجمري، الذي نرى الحاجة إلى حضوره والتعلم من مواقفه اليوم أكثر من اي يوم آخر... حضوره اليوم لأننا بحاجة ماسة إلى الوحدة الوطنية وإلى ضرورة التصدي للتحشيد والاحتقان والمتاجرة بقضايا الطائفة أو الخوف على الطائفة».

ونوه الأمين العام لحركة حق حسن مشيمع إلى أن ما ميز الشيخ الجمري أفقه الواسع لتبني كل القضايا، وحرصه على التواصل مع كل القوى السياسية والأطياف «بل وتعدى ذلك ليكون رمزا وطنيا لكل البحرينيين». وأوضح أن الجمري كان جريئا لم يفكر إلا في مصلحة الشعب «لذلك طرح قضايا حساسة جدا مع أصحاب المبادرة في وقت كان طرحها يعد ضربا من الجنون لتسلط قانون أمن الدولة الجائر الذي كان يتيح سجن أي شخص لمجرد الشك فيه».

الصفار: الجمري تبنى آلام الناس

من جهته بين الشيخ حسن الصفار من المملكة العربية السعودية أن الجمري اكتسب شخصيته من علاقته بالمجتمع، وتطرق إلى عدة نقاط من حياته من أهمها شعبيته وتواضعه للجميع على رغم مكانته العلمية ومرتبته الاجتماعية التي لم تمنعه من التواضع للناس، هذا إلى جانب تبنيه لآلام الناس وهمومهم، فلم يكن يرى في وظيفته تذكير الناس بإصلاح آخرتهم فقط ، بل رأى أن من واجبه العمل على إصلاح دنيا الناس. وأضاف «من أهم سماته انفتاحه على الجميع فلم يكن يعترف بالحواجز بينه وبين أبناء شعبه».

وشارك النائب الكويتي السابق عبدالمحسن جمال بكلمة قال فيها: «لقد ترجم الجمري القرآن إلى سلوك، وترجم سنة النبي (ص) وأهل بيته إلى منهج عمل، وكان عالما عاملا بكل ما تحمله الكلمة من معان... كان هاجسه رفع شأن الشعب، وسلك طريق ذات الشوكة، وهي طريق المعاناة وهو يعرف ذلك حقيقة المعرفة ومع ذلك لم يثنيه شيء عن ذلك».

واستطرد «لقد عرف الجمري من خلال عمله النيابي وتمثيل الناس وتبنيه آلام الناس، وصار نموذجا للشباب في البحرين، بل في الخليج ولا أبالغ في ذلك(...) لقد عشق الإمام الحسين(ع) فكان من المجددين للمنبر، وطرح قضايا الوطن والأمة والمسائل الفكرية».

وفي الختام، وجه النائب محمد جميل الجمري كلمة العائلة وجه فيها الشكر إلى العلماء والمشاركين في حفل التأبين والقائمين على مأتم سار الكبير قائلا: «أجزم لكم أيها الأخوة -كما تعلمون- بأن الوالد كان همه الأكبر خدمة هذا الشعب، ومحاولة التخفيف عن أبناء هذا الوطن».

كما شارك في الحفل التأبيني فرقة أبي تراب للأناشيد الإسلامية بانشودة حملت اسم «ابنك معك»، وأقيم على هامش الاحتفال معرض لمقتنيات الراحل.

العدد 1625 - الجمعة 16 فبراير 2007م الموافق 28 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:42 ص

      بوعبود مع وعد

      اناس يعيشون بيننا و لكنهم اموات,كلمات تتكرر عند شبابنا الماظل فأيوم يجب نصنع القرار ولا نفريق بين من يصنع القرار لبرالي او سني او شيعي فأمركب واحد.علم البحرين يستغيث شعبه اذ تلون من جميع الجنسيات وثمار ارضي زرعه اجدادنه وحصده غبان.البحرين من بحار العلوم والثقافه والصناعه

اقرأ ايضاً