من قرية الزنج وفي مكان مليء بالشاعرية والرومانسية تشع أضواء الإبداع من ملفى يحتضن كل أنثى (عروس، فتاة حالمه، سيدة أعمال، زوجة، أم... إلخ)، لتحكي كل منهن أمنياتها، أحلامها، طموحها، من خلال «فستان» مميز أبدعه خيال خصب.
الملفى هو «فستاني»... ورشة «الهوت كتور البحرينية» الواقع في قرية الزنج بمملكة البحرين... صاحبتاه سيدتا أعمال بحرينيتان صغيرتان في العمر أطلقتا العنان لريشتيهما لتحققا أحلام كل زبونة ترغب في أن تكون محور الحفل بفستانها.
«شاعرتا فستاني» هما الشقيقتان المبدعتان صديقة وسوسن عابدين، اللتان أقامتا أخيرا عرض أزياء مميزا في فندق الخليج بقاعة المؤتمرات تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت سلمان آل خليفة والأميرة مشاعل بنت تركي آل سعود، إذ أشاد الحضور بتميز تصاميم «فستاني» في روعة اللمسات الشرقية الممزوجة بروح الرقي الفرنسي.
استطاعت «شاعرتا فستاني» بفضل إبداعهما وسعيهما إلى النجاح أن تكونا ضمن المشروعات المتميزة التي اختارتها الأمم المتحدة في فيينا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي 2006.
«ألوان الوسط» اختارت أن تزور «فستاني» وتتعرف على مبدعتيه (صديقة وسوسن)، فكان هذا اللقاء:
كيف كانت بداية صديقة وسوسن مع الأزياء؟
- صديقة: كان عمري 12عاما، وكان عيد الفطر المبارك على الأبواب، كنت في بداية مرحلة المراهقة لذلك كنت أحبذ أن تكون ملابسي مميزة بين بنات الأقارب وبين الصديقات... وإذ إننا لم نتمكن حينها من إيجاد ما يعجبنا في الأسواق، فكنا نطلب من أمي أن تساعدنا في إيجاد القماش المناسب لكل فستان نصممه. كانت فساتيننا التي نلبسها تدهش المعارف والقريبات حين يعلمن أنها من تصاميمنا.
هل تذكران أول تصميم لكما؟!
- صديقة: كان أول فستان صممته من قماش «الجاكار» الخفيف... فستان أسود طويل مطرز باللون الفضي والذهبي المطفي على جانبي الفستان، وجاكيت قصير رمادي اللون مائل إلى الذهبي، التصميم كان كلاسيكيا هادئا يلائم امرأة لا يقل عمرها عن 20 عاما وليس لفتاة في الثانية عشرة من العمر، ولكنني حينئذ كنت أبدو طويلة القامة فلا بأس بالفستان. أتمنى لو كان الفستان بحوزتي حاليا للبسته بكل فخر لأنه ملائم لجميع الأحيان.
- سوسن: فستان زواجي هو أول فستان مهم صممته، فقد أعجبني كثيرا لأنه مميز منذ العام 2000 إلى الآن، والجميع من الحضور يتذكر حفل زفافي إلى الآن بسبب فستاني، إذ كان راقيا ومميزا ودافئا بالفرو الأبيض الذي كان به.
ماذا عن مشروع «فستاني»؟ كيف بدأ السعي إلى تحقيق الحلم؟
- صديقة: إن شغف الموهبة الذي كان يشغلنا (أنا وسوسن) في حفلات الأقارب والصديقات، والأعباء اللامتناهية في الإشراف على تصميم فستان العروس والقريبات كانت تبدو لنا «عسل» على رغم الشقاء. فكان لهن الفضل في اقتراحهن لنا في امتلاك ورشة خاصة لنا، إذ يمكن لنا وبكل حرية تصميم ما يسبح في خيالنا من مستحيل لنصنعه في هذه الورشة في جو عائلي وشاعري هادئ. وهذا ما حدث... علما أننا لم نخض أي مشروع دعائي أو إعلاني من أجل الترويج لـ «فستاني»، بل إن معظم زبوناتنا هن الصديقات والأقارب والمعارف، ولكننا نرحب بالجميع.
كان مشوارا شاقا مليئا بالعراقيل القانونية والإجراءات الطويلة اللانهائية، إلى الآن ونحن نعاني من بعض الإجراءات، وحتى بعد التسهيلات التي تم إدخالها في مجال السجل التجاري، فإن هناك تعقيدات أخرى تواجه المشروعات التجارية في المملكة، ولكننا والحمد لله محظوظتان وربما نكون أفضل من غيرنا بكثير، إذ تدعمنا منظمة الأمم المتحدة وبنك البحرين للتنمية في تذليل الصعوبات والعراقيل.
من يدعم «فستاني»؟ هل هناك شخصية أو شخصيات بحرينية تدعمكما؟
- صديقة: لا، لا يوجد أي دعم من أي شخصية، الفكرة هي تحقيق حلم من أجل ممارسة موهبة في وطننا حتى لو كان الأمر يشكل نجاحا بطيئا بالنسبة إلى السوق البحرينية مقارنة بدول مجلس التعاون، إلا أن مبدأنا يؤمن بالمشاركة في تعزيز اقتصاد وطننا الحبيب... الدعم الوحيد الذي تلقيناه كان فقط من قبل منظمة الأمم المتحدة، وبنك البحرين للتنمية.
كيف وصلتما إلى برنامج الأمم المتحدة للمشاريع المتميزة؟
- صديقة: كان ذلك بعد تقديم طلب الالتحاق بالبرنامج التدريبي التابع لمنظمة الأمم المتحدة الذي تم الإعلان عنه في قناة تلفزيون البحرين في العام 2003، ومن ثم تم اختيارنا ضمن السيدات اللاتي تم اختيارهن للمشاركة في البرامج لإعداد المشروعات بشكل مكثف... واستفدنا كثيرا من هذا البرنامج.
بعد البرنامج مباشرة طرحت أختي سوسن إعداد خطة مدروسة من أجل اخذ اقتراح القريبات في الاعتبار، إذ يمكن لنا ممارسة موهبتنا عبر هذا الحلم.
- سوسن: تقديرنا وشكرنا لمنظمة الأمم المتحدة والشكر موصول أيضا إلى بنك البحرين للتنمية، إذ كان لدعمهما لنا الأثر الواضح في نجاحنا في زمن قصير، ما أدى إلى أن نشارك ضمن برامجهم لشباب رواد الأعمال المتميزين في مؤتمرات ومعارض خارج المملكة.
أنتما سيدتا أعمال، لكنكما صغيرتان في العمر... ترى من يدير أعمالكما؟!
- صديقة: نأبى أن يدير أحد غيرنا هذا العمل، نحن أيضا نمتلك القدرات والخبرة اللازمة بالإضافة إلى أن سوسن حائزة على ماجستير في إدارة الأعمال والاستثمار من المملكة المتحدة، وأنا امتلك درجة ماجستير التربية في اللغة الانجليزية أيضا من المملكة المتحدة، لذلك يجدر بنا البدء في إدارة أعمالنا بأنفسنا على رغم مسئولياتنا الكثيرة.
دأبنا على الاعتماد على أنفسنا منذ الصغر، هكذا علمنا والدي، كان يقول دائما «أنتن بنات ولكن لستن أقل من الرجال في المهمات». تعلمنا من والدي مشاركته وأسرتنا في جميع المحن والشدائد، نقف كالرجال معا، لذلك تخطينا الكثير واكتسبنا الكثير من إيمان وخبرات هذا الرجل العظيم في عمر صغير.
ما دور بنك البحرين للتنمية في تحقيق حلم «فستاني»؟
- صديقة: كما ذكرت مسبقا، أن المصرف والمنظمة يشكلان بالنسبة لنا ثنائيا لم ينفصل في مشوار تحقيق الحلم والتشجيع والدعم لمشروعنا سواء في الإشراف على الخطة المدروسة وتذليل العراقيل والصعوبات القانونية فضلا عن تزويد المصرف لنا بالقرض التجاري الذي كانت فوائده ضئيلة بالنسبة إلى المصارف الأخرى.
أخيرا، ما هو جديد «فستاني»؟ هل هناك عروض أزياء مقبلة؟
- صديقة: لقد عرضنا في يناير/ كانون الثاني 2007 التشكيلة العصرية الجديدة لـ «فستاني» في فندق الخليج بقاعة المؤتمرات تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت سلمان آل خليفة والأميرة مشاعل بنت تركي آل سعود، إذ أشاد الحضور بتميز تصاميم «فستاني» في روعة اللمسات الشرقية الممزوجة بروح الرقي الفرنسي.
نحن نركز حاليا في محل «فستاني» على فساتين عرائس، بالإضافة إلى فساتين السهرات ذات التصاميم المميزة بالأفكار الخلاقة... أعني فستان عروس بطابع القرن الثامن عشر ممزوجا بدرجات اللون الدافئ من الأبيض أو البيج من الأحجار والفولك واللؤلؤ، يضفي على العروس روحا من التميز... بحيث يبقى «فستانها» حديث الناس لأمد طويل بعد زمن عرسها.
جديدنا هو أننا سنعرض قريبا تشكيلة جديدة أخرى من فساتين العرائس والسهرات في المملكة وخارجها.
العدد 1625 - الجمعة 16 فبراير 2007م الموافق 28 محرم 1428هـ