لماذا تلجأ الشعوب إلى الشعوذة والسحر بحيث تخصص المحطات الفضائية برامج متكاملة لقراءة الطالع والتنجيم؟ لماذا يتعجل الناس الحلول الغيبية ومن دون استعمال المنطق والعقل لحل مشكلاتهم؟! لماذا هم دائما مستعجلون للوصول إلى الحلول؟
لماذا هم يأكلون بشراهة؟ ولماذا انتشار الوجبات السريعة (Fast Food) ومن دون الالتفات إلى أنها تكدس السمنة والسعرات من الدهون والكربوهيدرات والمواد الحافظة الخطيرة وعند كل المستويات من البشر؟
لماذا انتشرت حالات الطلاق لما دون الثلاثين عند الشباب... وعدم التمحيص قبل اختيار الشريك/ والسرعة في كل شيء؟ ولماذا يسهرون الليالي في اللعب الالكترونية ومشاهدة غير اللائق من الأفلام... ثم يجوبون الشوارع بالسيارات المزعجة التي وضع لها جهاز خاص لذلك الضجيج؟ أين رقابة الآباء؟ وأين رجال المرور الشرفاء لحماية النائمين؟
لماذا تخاف الدولة من استصدار قانون لمنع الضجيج وحماية الناس من مرض الضوضاء؟ هل هو الخوف منهم؟ لماذا يتعجل المرضى الشفاء وينتقلون بين الأطباء كل يوم ومن ثم يقاضونهم لفشلهم في مداواتهم قبل أن يعطوا أنفسهم فرصة لتناول الدواء بدقة أو إعطاء الجسم فترة لامتصاصه وقبل أن يعطوا الأطباء الفرصة لخلق خبرات تراكمية تساعدهم على التقدم في اكتشاف الأمراض وزيادة كفاءتهم؟ لماذا الأنانية؟
لماذا يسيطر المسئولون الكبار على وزاراتهم ويتعاملون بقسوة مع الصغار من الموظفين وإقصاء ذوي الكفاءة وتقريب عديمي الخبرة وهم يغفلون أنها مراكز مؤقتة مهما طال بهم الزمان؟
ولماذا يعطى البحريني نصف راتب الأجنبي وازدادت البطالة من 22 في المئة إلى 30 في المئة عن العام الماضي؟ ولماذا يحرم الشباب من حقوقهم في العمل؟
لماذا تزدحم الطرقات بالبشر الهاربين من بيوتهم والذين يتحركون كالذباب ومن دون وجهة محددة وللبحث عن وسيلة للتسلية هاربين من مسئولياتهم العائلية تجاه الأطفال والزوجات؟
لماذا يعزل كبار السن ويتركون للوحدة والمرض والخوف من المجهول والموت... على رغم وجود أبناء تعبوا في تربيتهم... وهم لا يرونهم بحجة انشغالهم في العمل، ولا يتواصلون معهم حتى برنة هاتف؟ لماذا هذا الجحود والإنكار؟
قد يكون الجواب عدة أشياء أدت إلى غياب ذاكرة الإنسان أو تكون قوة السلاح ومناظر الأخبار التي نشاهدها كل يوم والتي تشيع الرعب والخوف وتهدد بفناء الكون مع رؤية الأشلاء والقطع الجسدية متناثرة مع الدماء التي تلطخ أيدي المجرمين من الدول العظمى حينما يستغلون البلاد والعباد ومن دون وقوف رؤسائها للدفاع حتى ولو كان كلاميا، أم هي وحدة الإنسان في مواجهة عصر الدمار الشديد والسريع والذي جعله هائما أو مسلوب الإرادة من دون موقف أو قضية محددة فقد ملأ الدمار العالم وقد يأتيه الدور، أم هي بداية لانحدار أخلاقي وانهيار كل القيم والأعراف والثقة بالآخر، فهو يعيش ليومه ويترك الغد ليأتيه كما يشاء... لقد فقد الأمل في اشراقة جديدة وملأ الحزن المكان... ودمرت النفوس والوجدان... وغاب الإنسان عن المكان.
هل هو عصر الحديد والنار والموت والأشلاء، واللامبالاة، أم تكون مجرد هلوسة أو رؤى نوبات من الصراع ليس إلا؟!
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1623 - الأربعاء 14 فبراير 2007م الموافق 26 محرم 1428هـ