تعيش مئات الأسر في البحرين تحت خط الفقر ،الأمر الذي يضع أكثر من علامة استفهام عن مدى جدوى السياسة الاقتصادية والاجتماعية المتبعة. يمكن القول إن أي سياسة اقتصادية - اجتماعية لا توفر الحد الأدنى للرفاهية للمواطنين لهي سياسة غير صائبة في أحسن الأحوال.
حقيقة القول يشكل وجود فقراء وصمة عار في بلد نفطي مثل: البحرين. يخطأ من يظن أن البحرين ليست بلدا نفطيا بدليل الإحصاءات المتوافرة. فقد شكل الدخل النفطي 76 في المئة من إيرادات الخزانة في العام 2005. كما شكلت الصادرات النفطية 74 في المئة من مجموع الصادرات في السنة نفسها.
تسع فئات
تقدم وزارة التنمية الاجتماعية مساعدات لنحو 9800 أسرة. تقل قيمة المساعدات الشهرية عن مليون دينار. تمنح الوزارة مساعدات لتسع فئات من الأفراد والأسر البحرينيين المقيمين في البلاد وهم: الأرامل، المطلقات، المهجورات، أسر المسجونين، البنت غير المتزوجة، الأيتام، المعوقون، العاجزون عن العمل، المسنون، الولد الذي لا عائل له.
بحسب الإحصاءات المتوافرة يشكل المسنون الأغلبية من ضمن الأفراد والأسر الفقيرة؛ إذ بلغ عددهم 4676 ؛أي نحو 48 في المئة من المجموع. بالمقابل يلاحظ بأن هناك 4 حالات فقط من الولد الذي لا عائل له.
كما ذكرنا في مقال يوم الأحد توزع مساعدات وزارة التنمية الاجتماعية مساعدات بقيمة 70 دينارا و 120 دينارا و 150 دينارا. ويلاحظ بأن الغالبية (4676 أي 48 في المئة من مجموع الأسر الفقيرة) تحصل على مبلغ شهري قدره 70 دينارا لا أكثر.
اللافت هو تناقص عدد الأسر التي تحصل على مساعدات من وزارة التنمية الاجتماعية. فقد قدمت الوزارة مساعدات إلى 10638 أسرة في العام 2000. وتناقص العدد إلى 10295 أسرة في العام 2005. وفي الوقت الحاضر تقدم المساعدات إلى 9796 أسرة. نأمل أن تقدم الوزارة المعنية جوابا شافيا لهذا التطور مع الدليل في حال الزعم بنجاح سياسة إخراج بعض الأسر من حال الفقر.
لاشك أن وزارة التنمية الاجتماعية تقدم بعض العون للأسر الفقيرة لكن يمكن الجزم بأن المبالغ المقدمة للكثير من هذه الأسر لا تفي بحاجاتها. وخير دليل على ذلك هو انتشار الصناديق الخيرية في كل أرجاء المملكة والتي تقدم بدورها مساعدات مادية وعينية للمحتاجين.
شكرا الصناديق الخيرية
من جهة أخرى، المطلوب من الحكومة أن تيسر عمل الصناديق الخيرية والتي بدورها تقدم خدماتها الجليلة لمئات الأسر في البحرين وخصوصا في المحافظة الشمالية ؛اذ يتركز الفقراء، بحسب إحصاءات وزارة التنمية الاجتماعية تشكل الأسر الفقيرة المنتشرة في المحافظة الشمالية أكثر من 26 في المئة من مجموع الفقراء. تقوم الصناديق الخيرية بعمل الحكومة في تقديم العون للمحتاجين وأنها نجحت أينما فشلت الحكومة في مساعدة الفقراء. باختصار تقدم الصناديق الخيرية خدمات متنوعة لغرض سد جانب من حاجات الأسر قبل العودة للمدارس وفي شهر رمضان المبارك والعيدين السعيدين ومعونة الشتاء (تقدمت المزيد من الأسر بطلب المعونة في معالجة تداعيات المطر في هذا الموسم).
ونحن نعيش أجواء ذكر انطلاق ميثاق العمل الوطني ندعو الحكومة إلى تقديم العون الكافي للفقراء والذين بدورهم ينتشرون في أرجاء هذا الوطن. فمسئولية الدولة كبيرة في كل الظروف وخصوصا في هذه الفترة الحرجة وذلك في ضوء أزمة التضخم. المؤكد بأن الفقراء يعانون أكثر من غيرهم من مسألة ارتفاع الأسعار.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1623 - الأربعاء 14 فبراير 2007م الموافق 26 محرم 1428هـ