اختلف المشاركون في ورشة النقاش المركزة على طاولة رئيس التحرير منصور الجمري عقب الانتهاء من حفل التكريم للأكاديمي نادر كاظم في عرض المسببات والحلول للطائفية في البحرين، لكنهم اتفقوا على ضرورة مواجهة الانزياح الطائفي الذي يمثل خطرا على الوحدة الوطنية.
في البدء حذر رئيس التحرير منصور الجمري من «طقس الكراهية» الذي يسيطر على الأجواء، وذلك في استقطاب مباشر لما يجري في العراق. وأشار إلى أن الطائفتين الكريمتين بحاجة إلى حلحلة أزمة الثقة المسيطرة على الموقف، وأشار إلى حاجة البحرين إلى وجود أشخاص موثوقين من قبل «السلطة» و «المعارضة» في الوقت نفسه، مشيرا إلى تعمد بعض الجهات في إعدام هذه الفئة عبر شرائها بالمال أو تصفيتها سياسيا.
وأكد رئيس التحرير - رعبر قراءته السياسية والاستراتيجية للوضع الإقليمي والتي اعتمد فيها على مفرزات حديثة وتاريخية في المنطقة - استحالة المخاوف التي يثيرها البعض بشأن تحقق سيطرة «شيعية» خماسية الأبعاد، مؤكدا أن الكثير من هذه المخاوف تخضع لزاوية التبرير في ممارسة الفعل الطائفي، وأنها غير «واقعية».
أما الكاتب الصحافي خالد المطوع فأكد ضرورة التفريق بين «الطائفة» و «الطائفية»، معتبرا «الطائفة» مكونا اجتماعيا مؤسسا أما «الطائفية» فهي أشبه بالحالة «المرضية». وأكد المطوع أن ما يجري من تنامٍ رهيب للطائفية في البحرين وباقي الدول القريبة وخصوصا العراق هو بمثابة تمثيل مباشر لدعايات الحروب، وأنها نابعة من أوهام مبالغ فيها، مشيرا إلى ضرورة أن تعمل النخب الثقافية على التقريب بين الفرقاء في الطوائف الإسلامية، وأكد ضرورة أن يكون لرجال الدين حضور في هذا السياق.
الأكاديمي نادر كاظم اعتبر الانتماء الطائفي محددا أكبر من حدود الوطن. ودعا إلى تقليص دور الدولة الحديثة عموما، معتبرا إياها «متغولة» حد مراقبة الإنسان في كل شيء. وشرح في لقطات سريعة رؤيته للإنسان المراقب الذي يعيش خيارين لا ثالث لهما. إما البقاء والارتباك في هذا السياق أو الهروب خارج المنظومة المراقب فيها.
الصحافي علي القميش أشار إلى التجربة الأميركية وأكد أن الرابط «المنفعي» و «الاقتصادي» هو ضابط الاتصال والتكون الاجتماعي فيها، من دون أن يكون للمذاهب والأديان ولوج مباشر في التنظيم الاجتماعي. وأشار رئيس التحرير إلى نمو هذه الفكرة في البلدان الأوروبية كذلك فيما أسماه بـ «الانتماء المصلحي» بين دول الاتحاد الأوروبي. وعرض الكثير من التجارب الاقتصادية الناجعة في هذا السياق.
أما الصحافي حسين مرهون فأكد أن كبح الجماعات الإسلامية هو السبيل الوحيد للقضاء على الطائفية، معتبرا الإسلام السياسي مسببا رئيسيا في المشكلة الطائفية لدينا ولدى دول المنطقة. المشاركون اتفقوا - على ما يبدو - على فشل شتى المشروعات الثقافية والإسلامية في المنطقة. وقدم مدير التحرير وليد نويهض عرضا للحالة اللبنانية أشار فيه إلى أن فكرة الطائفية تعد فكرة حديثة تمتد إلى ما بين 300 و400 عام. وأسهب نويهض في بيان التموضع الطائفي في الحالة السياسية اللبنانية وبما يشمل الأحزاب العلمانية واليسارية. وأكد المشاركون أيضا وضوح تورط بعض القوى الليبرالية والعلمانية في البحرين في المنزلق الطائفي.
المشاركون في اللقاء الذي عقد هم: رئيس التحرير منصور الجمري، مدير التحرير وليد نويهض، الأكاديمي نادر كاظم، الكاتبان الصحافيان بصحيفة «الوسط» محمد العثمان وخالد المطوع، الصحافيتان في الصحيفة ريم خليفة ومنصورة عبدالأمير، أستاذ الإعلام بجامعة البحرين جمال الزرن، أستاذ العلاقات العامة بجامعة البحرين المعز بن مسعود، المسرحي عبدالله السعداوي، الشاعر جاسم حاجي، المترجمة البريطانية عائشة سلدانة، الصحافيان في صحيفة «الوقت» حسين مرهون وحسين محروس، والصحافي في صحيفة «الأيام» علي القميش.
العدد 1623 - الأربعاء 14 فبراير 2007م الموافق 26 محرم 1428هـ