العدد 1623 - الأربعاء 14 فبراير 2007م الموافق 26 محرم 1428هـ

وفاء عمراني... شاعرة «تتمغزى» أمام النص لتخرج به

في أمسية ببيت الشعر

«إن قضيتي الأولى شعريا هي الإنسان خارج جوازات السفر، خارج السياسة، من هنا رغبتي في التعمق أو في التجذر في أسئلة (الذات) أكثر من علاقات تلك الذات بالحرية والإبداع والجسد. أحاول أن أذهب في سؤال الجسد باعتباره الخير الذي نملك حرية التصرف فيه حين نأتي إلى الحياة».

قد يكون المبدع هنا أمام أم القضايا، قضية الإنسان، وهي القضية التي تدور حولها القضايا، وبهذه الرؤية تطرح وفاء عمراني مشروعها الشعري، متجاوزة الحدود الجغرافية سواء للسياسة أو الجسد، وهي محاولة للانتقال إلى الذات كما تقول الشاعرة، فهل قدمت العمراني مشروعا موازيا لهذه الرؤية؟

في أمسية كما هي أمسيات بيت الشعر، وتحت رعاية مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، قدمت الشاعرة وفاء عمراني نصوصا من تجربتها الشعرية، قدمت اختيارات من أعمالها المختلفة، تميزت هذه التجربة باللعب على الاشتقاقات اللغوية، وفي جانب آخر أخذت التجربة ملامح العمل الغزلي (أروتك).

قدم الأمسية الشاعر حسن كمال، مشيرا إلى ضخامة سيرة الشاعرة، مؤكدا أهمية تجربتها في الوقت نفسه، فألقت العمراني كلمة شكر للقائمين على بيت الشعر ومركز الشيخ إبراهيم، كما تميزت عمراني بإلقائها المسرحي، وتفاعلها المواكب لنصوصها المقدمة.

يذكر أن الشاعرة وفاء عمراني أصدرت خمس مجموعات، الأولى كانت العام 1991 تحت عنوان «الأنخاب»، والثانية العام 1992 تحت اسم «أنين الأعالي»، والثالثة تحت مسمى «فتنة الأقاصي» العام 1997، أما المجموعة الرابعة فهي ديوان «هيأت لك»، أما ديوانها الأخير فاعتبرته مباركا، لأنه أصبح صديقا للبحرين، فقد تسلمته قبل مجيئها إلى البحرين بيوم واحد فقط.

اعتمدت الشاعرة في تكوين قراءاتها الأولى على النتاج القديم كما تسميه، ومن جانب آخر على النتاج الصوفي، سواء النثر منه أو الشعر، معتبرة أن المصدر الرئيسي لتأسيس هذه الذاكرة هي مكتبة والدها، إذ كان والدها رجل دين، فكانت مكتبته خزينة ثمينة بالكتب والأسفار الصوفية، لكن القراءات الأولى الحديثة يمكن اعتبار جبران خليل جبران وأدونيس وبودلير ورامبو شكلوا ملامحها الحديثة، وهم القسم الحديث من هذه القراءات. تعتبر الشاعرة عمراني أن قصيدة النثر الحقيقية ما هي إلا بحث مستمر، مشيرة إلى أنه من غير المجدي التوقف عند شكل تعبيري معين، لذلك فهي حركة مغامرة في التجربة، مشروطة باستنفاد إمكاناتها، لتتحول إلى بحث عن شكل تعبيري مختلف ومتجاوز.

العدد 1623 - الأربعاء 14 فبراير 2007م الموافق 26 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً