استطاعت كوريا الشمالية بعد أزمة استمرت أربع سنوات مع الغرب بسبب برنامجها النووي أن توقع أخيرا اتفاقا بشأن المرحلة الأولى لإزالة المنشآت النووية يقضي بحصولها في المقابل على مساعدات في مجال الطاقة والكهرباء.
ففي 16 أكتوبر/ تشرين الأول العام 2002 قالت واشنطن إن بيونغ يانغ أقرت بأنها تخصب اليورانيوم منتهكة بذلك اتفاقا ثنائيا مبرما في العام 1994. وبلغ النزاع بين الطرفين الذروة عندما أعلنت كوريا الشمالية في التاسع من أكتوبر العام 2006 إجراء أول تجربة نووية بنجاح.
ويشكل مجمع يونغبيون، الذي تعهدت بيونغ يانغ بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في بكين بتجميد العمل فيه, العمود الفقري للترسانة الذرية التي يمتلكها النظام الستاليني. وإذا تم فعلا إغلاق هذا المفاعل في ختام المفاوضات التي ستستأنف في مارس/ آذار المقبل فستكون الولايات المتحدة كسبت الجولة وتخلصت من ملف مقلق.
نجاح المفاوضات السداسية يعد مقدمة لتحقيق تقدم مماثل في الأزمة الإيرانية النووية مع اختلاف الوضع إذا خلصت النوايا. وقد حملت لنا الأيام الماضية بعد موجة التصعيد وإرسال حاملات الطائرات الأميركية للمنطقة في رسالة تهديد لإيران، إشارات ومقدمات تهدئة في الملف قد تفضي إلى استئناف المفاوضات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية من جهة، والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى... علها تصل إلى نتائج تمنع دخول المنطقة في نزاع مسلح جديد، وهو ما أشار إليه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أخيرا.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1622 - الثلثاء 13 فبراير 2007م الموافق 25 محرم 1428هـ