يفوت الكثيرون ممن يسعون لشراء هدايا عيد الحب الذي يصادف الاحتفال به اليوم 14 فبراير/ شباط، أن يستذكروا لهذا اليوم معنى أعمق من معنى تلك الهدية، المزينة بالورود الحمراء، والبطاقة الحمراء أيضا، والتي كتبت بداخلها إحدى قصائد الحب الجاهزة والمعدة سلفا «للاستهلاك» في هذه المناسبة.
هذه المناسبة، على رغم رمزيتها العالية ومعناها العميق، تحولت بقدرة قادر، وبمفعول بعيد المدى يضع النظام الرأسمالي بصماته عليه، إلى مناسبة للشراء والاستهلاك، بشكل يدعم توجهاتها التي ركزت عليها في القرن التاسع عشر في كل من أوروبا وأمريكا واليابان.
استفادت الرأسمالية من هذا العيد أفضل استفادة، مثلما استفادت من كل ما يتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر من حياة الناس، لتخلق حاجات جديدة لدى المجتمعات، تدفعها في النهاية دائما إلى مزيد من الاستهلاك. ولابد أن القس فالنتين الذي دارت حوله أسطورة هذا العيد لم يكن ليقبل أن يتحول المعنى الذي دفع من أجله عمره في القرن الرابع عشر الميلادي إلى مجموعة من الورود والقلوب والبطاقات الحمراء التي يتهافت المحبون لشرائها في ذكرى هذا العيد، دون أن يستشعروا قيمة أكبر وأبعد من تلك الورود والقلوب والبطاقات.
لم يسلم «الحب» إذا من ذلك النمط الاستهلاكي المادي الذي سيطر على مشاعر الناس وتصرفاتهم، فنسيه الناس حتى في يوم عيده، ليتحول إلى موسم يربح من ورائه التجار والباعة والمستوردون، ويخسر «الحب» معركة أخرى.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1622 - الثلثاء 13 فبراير 2007م الموافق 25 محرم 1428هـ