ربما من سخريات القدر أن علينا هضم واقع التقلبات والمشاحنات السياسية الذكي والغبي منها في البيت البحريني، الأمر الذي جعل البعض يذهب في إطلاق تقارير كثيرة ولعل التقرير الذي أصدرته جمعية الشفافية البحرينية منذ أيام هو الأكثر هزلا واستخفافا بعقول أهل البحرين الذين سئموا كلاما ما عاد يؤثر في النفس ولا في العقل.
لقد هاجمت قوى سياسية الجمعية المذكورة بعد إطلاق تقرير اللجنة المشتركة لمراقبة الانتخابات وانتقدت طريقة تناولها عددا من القضايا التي حصلت في انتخابات 2006 وعلى رأسها الموقف من المراكز العامة للتصويت، والقول إنها لم تساهم في تغيير نتيجة أية دائرة من الدوائر الانتخابية وهو الطرح الذي تخالفه المعارضة تماما، وهو ما يدعها أي المعارضة لمخاطبة منظمة الشفافية الدولية في برلين عن هذا التقرير وهو ما يعني أن عمل المنظمة البحرينية بأعضائها الحاليين أصبح فاقدا للصدقية، وإلا فكيف يتم تجاهل ما حدث في مراكز التصويت العامة بدءا من مجمع السيف وصولا إلى نادي عوالي، وخصوصا أن الصحافة والمراقبين كانوا موجودين وبكثافة يومي التصويت؟، وخلال التصويت حدثت أمور كثيرة... لن نخوض في تفاصيلها فالتجاوزات كانت موجودة كما هو التنظيم في بعض الجوانب.
غير أن من أهم ما حدث من نتائج هذه الانتخابات هو إقصاء العناصر الوطنية وتحديدا اليسار البحريني من اللعبة الانتخابية... فهذا الإقصاء (بحسب الكثير من المراقبين) لم يتحقق إلا من خلال مراكز التصويت وذلك من أجل تحقيق المعادلة المطلوبة المتناسبة مع الوضع الذي تعيشه البحرين، أي تصنيف المعارضة وكأن مطالب الناس تقتصر على فئة دون أخرى، إضافة إلى إقصاء المرأة التي ذهبت أموال التمكين التي خصصت لها مع الريح.
لم يكن ما يتناقله عدد مهم من القوى السياسية من أن الانتخابات الماضية شابتها خروقات واضحة، خصوصا فيما يتعلق بالمراكز الانتخابية، بل إن الأمر تعداه إلى طريقة إدارة الإجراءات التنظيمية لهذه الانتخابات، فأين هي قوائم المصوتين في الانتخابات التي وعدت وزارة العدل بنشرها؟، وكيف كانت تسير الأمور في وقت الانتخابات، وما تخللها من ضغط مباشر وغير مباشر على فئة معروفة كان يمكن للجنة أن تذكر أن هناك شهادات لأشخاص ثانويين مسئولين عن هذا الموضوع.
لو كان المراقبون كوادر دولية لتقبلنا عدم معرفتهم بالوضع البحريني، أما والمراقبون محليون فالتظاهر بعدم معرفتهم يعبر للأسف إما عن جهل أو استغباء أو في الموضوع «إنّ» كما يقال. أليس كذلك؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1621 - الإثنين 12 فبراير 2007م الموافق 24 محرم 1428هـ