تحدثنا يوم أمس عن خطة دبي الاستراتيجية حتى العام 2015 والتي تهدف إلى تحقيق أهداف اقتصادية محددة تتمحور حول تسجيل نسبة نمو سنوية قدرها 11 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي. وعلى إثر ذلك تأمل دبي في الوصول بالناتج المحلي الإجمالي إلى 108 مليارات دولار ومتوسط دخل الفرد إلى 44 ألف دولار في السنة مع نهاية العام 2015.
ويتطلب تحقيق هذه الأهداف الاقتصادية الطموحة العمل بلا كلل أو ملل وتنفيذ برنامج للتنمية الاقتصادية. من ضمن المشروعات الضخمة التي بدأت دبي في تنفيذها حديثا إقامة مشروع (دبي وورلد سنترال) بالقرب من منطقة جبل علي. يهتم المشروع بتطوير منطقة مساحتها 140 كيلومترا مربعا (للمقارنة تبلغ مساحة البحرين 720 كيلومترا مربعا). تبلغ كلفة المشروع الضخم 33 مليار دولار على أن يتم تنفيذه بشكل كامل في غضون 15 سنة كحد أقصى. يتوقع أن يعيش 900 ألف في منطقة (دبي وورلد سنترال) مقارنة بنحو مليون و350 ألف عدد سكان دبي في الوقت الحاضر.
أكبر مطار
يعد إنشاء مطار جديد بمثابة حجر الزاوية في المشروع؛إذ يبتعد بمسافة 40 كيلومترا من المطار الحالي. تبلغ الطاقة الاستيعابية للمطار 120 مليون مسافر في العام فضلا عن 12 مليونا فضلا عن 12 مليون طن فيما يخص الشحن في السنة. بحسب المعطيات الحالية، سيصبح المطار الأكبر من نوعه في العالم على افتراض عدم تشييد مطار أكبر في بلد آخر.
كما سيتم إقامة مشروعات تكميلية أخرى من قبيل مركز للخدمات اللوجستية ومنطقة تجارية وأخرى سكنية. بمعنى آخر، سوف تصبح (دبي وورلد سنترال) بمثابة مدينة داخل مدينة.
الاستفادة من الظروف
يبدو جليا بأن دبي تطرح نفسها على أنها مدينة عالمية مستفيدة إلى حد ما من الظروف الإقليمية والاقتصادية ما يعني وجود الحاجة لمنطقة متميزة تتوافر فيها مختلف الإمكانات. فهناك مشكلة العنف المتواصل في العراق فضلا عن الأزمات المتجددة بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية الكثير من القضايا من بينها الملف النووي. بدوره يمر لبنان بظروف غير طبيعية قد تستمر لفترة غير قصيرة. بالمقابل توفر العائدات النفطية السيولة المطلوبة لتنفيذ المشروعات التنموية الكبيرة. باختصار يعمل القائمون على الشأن الاقتصادي في توظيف الظروف السياسة والاقتصادية التي تمر بها المنطقة لغرض فرض دبي كواحة متميزة لمختلف الأطياف والأذواق.
اللافت بأن الجهات التي تقف وراء المشروع الطموح ينظرون إلى المنطقة الممتدة من الهند مرورا بإيران ودول مجلس التعاون كسوق واحدة وواعدة. يسكن نحو مليارين نسمة في هذه المنطقة الشاسعة. ويرى هؤلاء بأن غالبية المدن الواقعة في هذه المنطقة الكبيرة على بعد ثلاث أو أربع ساعات من المطار الجديد الذي يتم تشييده.
يمثل مشروع (دبي وورلد سنترال) قمة التخطيط المستقبلي لإمارة دبي في ضوء طموحها المتواصل لفرض نفسها كأهم منطقة تجارية وسكنية في المنطقة. من حق دبي أن تعمل بجد وعبر التخطيط السليم والأهداف الطموحة في أن تصبح المدينة المركزية على مستوى العالم. المؤكد أيضا بمقدور دول أخرى من بينها البحرين الاستفادة من المشروعات التنموية الكبيرة التي تنفذها دبي عن طريق إقامة مشروعات تكميلية. ختاما ليس من الواضح فيما إذا كان بمقدور أية جهة منافسة دبي.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1621 - الإثنين 12 فبراير 2007م الموافق 24 محرم 1428هـ