يساند الإيرانيون وبحماسة حكومتهم في نزعتها إلى تخصيب اليورانيوم لإنتاج الطاقة الكهربائية، ولكنهم لا يفضلون تطوير أسلحة نووية بحسب استطلاع الرأي الذي نشرت نتائجه يوم الأربعاء الماضي.

كما أن المسح الذي مثل عينة من المواقف الأميركية تجاه إيران وجد أن نحو نصف الناس في كلا البلدين يظنون أن التحرك العسكري الأميركي ضد إيران سيكون العام المقبل أو العام الذي يليه. ولكن فقط 48 في المئة من الإيرانيين قالوا إنهم يؤيدون محادثات مباشرة بين الحكومتين الإيرانية والأميركية للتخفيف من التوتر بينهما، بينما عبر 79 في المئة من الأميركيين المستطلعة آراؤهم أن المحادثات المباشرة تعتبر فكرة جيدة.

وقد تم تنفيذ استطلاع الرأي هذا من قبل «WorldPublicOpinion.org « وهي منظمة دولية لاستطلاع الرأي مركزها يقع في الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع «Search for Common Ground» وهي مجموعة مناصرة تؤيد الحل السلمي للخلافات بين البلدين. وقد عبر الاستطلاع عن آراء نحو 1000 شخص في كل من البلدين وقد تم اختيار الأميركيين بشكل عشوائي وتم استطلاع رأيهم عبر الانترنت أما الإيرانيون فقد تم استطلاع رأيهم بزيارتهم من بيت إلى بيت. وقد تم تنفيذ الاستطلاع الشهر الماضي بهامش خطأ في العينات أكثر أو اقل من 3.2 في المئة من النقاط.

وقد عرضت إدارة بوش فتح محادثات مباشرة مع إيران في حال قامت بتجميد برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقد رفضت إيران الانصياع لهذا العرض وقد أظهر استطلاع الرأي أن الإيرانيين يساندون موقف إيران هذا، إذ قال 84 في المئة من الإيرانيين إن القدرة على تخصيب اليورانيوم هي «في غاية الأهمية» وقد رفض الغالبية التخلي عن العملية حتى لو قبلت أميركا باستخدام القوة ضد إيران. واستشهد المستطلعة آراؤهم بالفوائد التي ستعود على اقتصاد إيران وحاجاتها للطاقة ومكانتها بين الدول.

وبنسبة اثنين لواحد، قال الإيرانيون إنهم يعتقدون أن بلدهم يجب أن يبقى طرفا من معاهدة الحد من الانتشار النووي، حتى عندما تم إخبارهم أن هذا الاتفاق يمنع إيران من تطوير الأسلحة النووية. وقال 71 في المئة من الأميركان والإيرانيين أنهم يدعمون وجود منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط تضمن الدول المسلمة و»إسرائيل».

غالبية الأميركان (53 في المئة) قالوا إنهم يمكن أن يقبلوا باتفاق يسمح للإيرانيين بتخصيب اليورانيوم بالمستويات المنخفضة اللازمة للطاقة النووية إن قامت إيران بإعطاء المراقبين الدوليين إمكان وصول كامل لضمان أن إيران لم تقم بتصنيع الوقود اللازم لصناعة الأسلحة.

وقد قالت وزارة الخارجية الأميركية إن استطلاع الرأي لن يغير من إصرارها على أن توقف إيران من تخصيب اليورانيوم.

«المجتمع الدولي لا يثق ببساطة بهذه الحكومة» قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شين ماك كروماك.

ولم يتم التشكيك بصدقية استطلاع الرأي هذا، حتى بين أقوى ناقدي الحكومة الإيرانية. وقد رأى البروفيسور تارنتر من جامعة جورج تاون، والذي كان مسئولا على المستوى في مجلس الأمن القومي خلال إدارة الرئيس السابق ريغان، إلى جريدة» McClatchy «أن استطلاع الرأي «يبدو شرعيا» في التعبير عن آراء الإيرانيين وإظهارهم كأناس معتدلين يرغبون في تحقيق «صفقة من نوع ما».

كما قال إنه من غير المحتمل أن يضغط استطلاع الرأي هذا على الحكومة الإيرانية لتصل إلى تسوية بشأن القضايا النووية لأنها «اقل التزاما» بالرأي العام مما هي عليه الحكومة الأميركية.

ولكنه قال إن الشيء نفسه ينطبق على تفضيل الأميركيين الساحق الذي عبروا عنه لمحادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. إذ قال : «لا اعتقد انه سيكون له أي اثر على إدارة بوش» وقد كان من بين النتائج ما يأتي:

- 84 في المئة من الإيرانيين قالوا إن إيران لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم.

- 66 في المئة من الإيرانيين قالوا إنهم يرون كونهم طرفا في معاهدة منع الانتشار النووي فكرة جيدة.

- 68 في المئة من الإيرانيين يقولون إنهم يؤيدون الحد من كل الأسلحة النووية نهائيا وهو هدف الاتفاق.

- 82 في المئة من الأميركيين يؤيدون الحد من كل الأسلحة النووية.

- 48 في المئة من الإيرانيين يعتقدون أنه من المحتمل أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية بعمل عسكري ضد منشآت إيران النووية، كما أيد 49 في المئة من الأميركيين الاحتمال نفسه.

*صحافي أميركي وكاتب، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»