من المقرر أن تبدأ شركة «اتصالكم» البحرينية بإطلاق أول رابط دولي MPLS فائق القدرة مع واحدة من كبريات الشركات الماليزية في قطاع الاتصالات وهي شركة (TM) عبر اتفاق قيمته المبدئية مليون ونصف المليون دولار، مما سيساهم في جعل البحرين مركزا إقليميا للاتصالات مع العالم عموما ومنطقة آسيا خصوصا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة (اتصالكم) راشد عبد الله آل سنان: إن «الاتفاق سيساهم في تحسين عرض النطاق الترددي، والمرونة في الاستخدام والسرعة في الأداء، وذلك من خلال توجيه حركة الاتصالات، ورسائل المرور عبر منطقة الشرق الأقصى».

وأضاف آل سنان أن (اتصالكم) انه «بموجب هذا الاتفاق ستكون هي الشركة الخاصة الأولى في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في منطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي تعمل كبديل لشركات القطاع العام المهيمنة في سوق الاتصالات بالمنطقة».

وذكر آل سنان بأن «التطور الاقتصادي، والنمو السريع الذي تشهده المنطقة في الآونة الأخيرة، ساهم إلى حد كبير في ظهور اتجاهات جديدة ومنافسات كبيرة بين الشركات العالمية في توفير خدمات متميزة للمستهلكين، كما أن احتياجات العملاء الآن أصبحت أكثر من ذي قبل، هذا بالإضافة إلى الفرص الهائلة التي توافرت في الفترة الأخيرة، والتي أدت بدورها إلى ظهور شركات كثيرة في القطاع الخاص، وعززت الفرص المتاحة للشركات حجم المنافسة في السوق المحلي والإقليمي, وأن متطلبات العملاء زادت تلقائيا مع زيادة النمو الاقتصادي». مشيرا إلى أن «الشراكة التي تمت مع الشركة الماليزية لها تأثيرها الكبير على الاقتصاد البحريني، ليس فقط من خلال مساهمة هذه الشراكة في تخفيض الكلفة وتوفير الوقت للشركات بل ستساهم الشراكة في زيادة تدفق حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مملكة البحرين».

واشار ان (اتصالكم) ستتيح البنية التحتية المطلوبة للجيل القادم من شركات التكنولوجيا العالمية التي تعمل في البحرين، أوتلك التي تخطط لافتتاح مكاتب لها في البحرين، ما سيساعد في عملياتها التجارية، و سيوفر الرابط للشركات, المصارف و المؤسسات في البحرين، خدمة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل يتميز بالسرعة في الأداء والدقة وبأقل الكلف الممكنة. ونظرا إلى تعددية الاستعمال لنظام MPLS في المنطقة سيحصل العملاء على المرونة والسهولة في تصميم برامج تتناسب مع المتطلبات الخاصة بأعمالهم. والآن بإمكان (اتصالكم) أن تقدم خدمات متعددة لعملائها, ذات قيمة عالية “Class of Service” «COS» وخدمات ذات جودة عالية «Quality of Service» «QOS» ومجموعة كبيرة من الحلول بأقل الكلف وبمعلات ربط استثنائية.

واضاف: «بحسب بنود العقد المبرم للتحالف الاستراتيجي سيتم إعداد وتخصيص خطوط ذات مواصفات خاصة تعمل على توصيل مكاتب TM «الاتصالات الماليزية» في ماليزيا بمثيلتها بمكاتب (اتصالكم) في البحرين وذلك عن طريق كابلات أرضية مخصصة لهذا النوع من الخدمات».

وردا على سؤال بشأن المنافسة في قطاع الاتصالات قال آل سنان: «ان قطاع الاتصالات في البحرين يشهد منافسة شديدة بين الشركات والمؤسسات التي تعمل في نفس المجال، إذ يوجد أكثر من 12 شركة تقدم خدمة الاتصال الدولية. إلا أن البقاء سيكون للأفضل» منوها إلى أن عددا من الشركات التي قدمت الى البحرين في الفترة الماضية، بدأت العمل في السوق مدة شهور قليلة لكنها انسحبت، نظرا إلى أنها لم تستطع الصمود أمام المنافسة التي يشهدها هذا القطاع».

وأضاف « نحن ننظر إلى أن المنافسة ليست مصدرا للإزعاج، بقدر ما هي منافسة تحفزنا على تقديم الأفضل، وبجودة متميزة؛ إذ المنافسة وسيلة لمعرفة وضع الشركة في السوق واتجاهاتها ما يوفر لنا نظرة مستقبلية لتقديم الأفضل للزبائن».

وقال «المنافسة - وليس الصراع ما بين الشركات - تعني بالضرورة تطويرا للإمكانات، وخلق شراكات وتعاون فيما بين الشركات».

وبشأن الورقة الاستشارية التي قدمتها هيئة تنظم الاتصالات بشأن حماية المستهلك في سوق الاتصالات أجاب آل سنان ان «اجتماعا عقدته هيئة تنظيم الاتصالات مع المدراء التنفيذين لشركات الاتصالات في البلاد أخيرا وتركز النقاش على حماية المستهلك، اذ أكدت الهيئة ان عملها لا يتركز فقط في مراقبة عمل الشركات و تنافسها، وانما التركيز في الوقت نفسة على حماية المستهلك، ليس فقط من خلال تحديد الأسعار، وانما مستوى وجودة الخدمة المقدمة للمستهلك، بحيث يتم العمل على تثبيت مستوى مرتفع لهذه الشركات عند تقديمها لخدماتها وجعل المستهلك يختار الأفضل وبمستوى جودة لايقل عن الجيد، حتى لا يتم خداع المستهلك عن طريق عرض سلعة معينة في شكل معين في حين ان هذه السلعة تفتقد إلى الجودة، وفي نهاية الأمر لا يتمكن من استخدامها والاستفادة منها بشكل صحيح وبالتالي ينعكس ذلك على سوق الاتصالات في البحرين عموما».

ودعا آل سنان هيئة الاتصالات «إلى العمل على التأكد من قيمة وجودة الخدمة التي تقدمها شركات الاتصالات عند رغبتها تقديم خدماتها قبل البدء بالعمل وانطلاق الخدمة».

وأشار إلى أن هيئة الاتصالات يهمها بالدرجة الأولى أمران: حماية المستهلك ولذلك من الضروري أخد ذلك في عين الاعتبار. معربا عن أمله مع تعيين المدير الجديد للهيئة أخد هذه الملاحظات بعين الاعتبار عند الترخيص لأية شركة جديدة، والأمر الآخر هو الحماية التنافسية بين الشركات؛ لأن ذلك هو من السبيل المهم لتطوير العمل ففي نهاية الأمر سيصب في مصلحة المستهلك عبر خدمة جيدة وبأسعار مناسبة».

وبشأن التوقعات لنمو سوق قطاع الاتصالات في الفترة المقبلة أوضح آل سنان قائلا :»بخصوص القطاع الاتصالات الدولية فسيشهد طلبا متزايدا خلال العام 2007 مقارنه بالعاميين 2006 و2005، اذ شهد العام الماضي دخول شركات عديدة للسوق، ولذلك تأسست الآن في البلاد سوق قوية للاتصالات الدولية التي تستخدم تقنية الانترنت، وهو قطاع سيستمر في النمو، الا ان البقاء في السوق سيكون للشركات القوية التي تعمل على تجديد خدماتها في مجال الاتصالات الدولية وتطويرها».

وأضاف: «العام الجاري سيشهد دخول خدمات جديدة مثل خدمات الإنترنت»، منوها الى ان شركات الاتصالات كانت تعول في 2006 على فتح المنافسة في الإتصال عبر خدمة الانترنت من خلال فتح شركة بتلكو لباب المنافسة في هذه الخدمة.

وقال انه «مع بداية العام الجاري 2007 منحت هيئة الاتصالات ترخيصين للاتصالات عبر (الوايرلست ) وهو ما سيفتح المنافسة في تقديم خدمات الإنترنت عن طريق الخط الثابت الذي توفره بتلكو، أو عن طريق إحدى الشركتين التي تم منحهما الترخيص لهما بالعمل».

وتوقع ان تبدأ هاتان الشركتان عملهما في منتصف العام الجاري موضحا أن شركة (اتصالكم) ستستفيذ من فتح السوق عبر الاتفاق مع إحدى الشركتين لتقديم خدمات (اتصالكم) عبرها».

وقال: «دخلت الشركة عهدا جديدا لتقديم الخدمات للشركات والمؤسسات والهيئات بناء على الاتفاق الذي تم مع شركة الاتصالات الماليزية ما سيوفر للشركة محطة لتقديم خدمات الربط مع جميع الدول الآسيوية» . مشيرا الى ان (اتصالكم) هي أول شركة توفر هذه الخدمة عبر دول آسيا وهو رابطMPLS وهو عبارة عن شبكة دولية وضعتها الشركة الماليزية للدول اللآسيوية موصلة بالبحرين ومصر ودول أوروبا وأميركا، إلا أن التركيز في عملها هو تقديم خدمات الاتصالات للدول الآسيوية».

وقال: «هناك زيادة ملحوظة للشركات الآسيوية العاملة في المنطقة خصوصا بعد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وعودة رؤوس الأموال إلى المنطقة ودول آسيا، ولهذا توجهت الشركات الآسيوية إلى توسيع أعمالها في المنطقة، وكان من الضروري أن تمتلك قاعدة قوية للاتصالات. مشيرا إلى أن الاتفاق مع الشركة الآسيوية هو ما سيوفر الرابط للحصول على خدمة الاتصالات المختلفة وهو أحد الخدمات العديدة التي تم الاتفاق عليها».

وأضاف أن الاستثمار في هذا المجال يبدأ بنحو مليون ونصف المليون دولار لتأسيس الربط، وهو استثمار غير محدد ؛نظرا لارتباطه بزيادة الطلب على خدمة الشبكة ما سيرفع استثمار الشركة».

مشيرا إلى توقيع عقود مع عدد من الزبائن لتوصيل الخدمة التي تتولاها (اتصالكم) من البحرين لشركات في دول أخرى».

وقال آل سنان: إن (اتصالكم) انطلقت بنهاية العام 2005 اذ أطلقت الشركة خدماتها الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، وكانت عبارة عن بطاقة للاتصالات الدولية، ولهذا أصبح عمر الشركة نحو عام و 3 أشهر».

مشيرا إلى أن الشركة هي من اوائل الشركات في تقديم هذه الخدمة، وأول شركة قدمت خدمة الاتصال الشاملة والمتكاملة والتي غطت خدمتي بتلكو، وام تي سي فودا فون».

وأردف «ساهمت الشركة في تأسيس مستوى متطور من خدمة الاتصالات في السوق المحلي ولتي تشهد منافسة شديدة، وقدمت بدائل مناسبة وفي المستوى نفسه الذي تقدمه بتلكو وفودا فون، ولهذا غيرت الشركة من الفكرة المتداوله بأن البدائل هذه أقل من المستويات الموجودة».

وقال: «نحن فخورون بأن الخدمة التي نقدمها باستخدام تقنية الإنترنت، وأنها الوسيلة المتبعة في كل الأعمال مستقبلا لكل الشركات المحلية والدولية أي انه مع العام 2009 ستنتقل شركات الاتصالات كافة الى العمل وفق تقنية الانترنت».

وبشأن استثمار الشركة قال «في العام الماضي بدأت الشركة برأس مال يقدر بنحو 750 ألف دينار، وهو مبلغ سيتضاعف أكثر من الضعفين في العام الجاري». مشيرا الى ان الزيادة في الاستثمار بقطاع الاتصالات في البحرين سيرتفع ويزداد إلى أكثر من الضعف وقد يصل الى الضعفيين خلال 2007.

وذكر ان «قطاع الاتصالات شهد انطلاقة كبيرة في العام الماضي ما جعل المستثمرين يثقون بصورة أكبر في هذا القطاع نظرا للمردود الذي يوفره، ولهذا بدأت الشركات الكبيرة بضخ أموال في هذا المجال».

وأضاف آل سنان أن قطاع الاتصالات أصبح غير معزول عن بقية القطاعات، وأصبح الحديث حاليا ينصب على شراكة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ما سيخلق ازدهارا أكبر لهذا القطاع يحتم بروز شركات تقدم كل الخدمات المتكاملة».

وبشأن مدى قدرة البحرين على أن تكون مركزا الاتصالات في المنطقة قال آل سنان «إن الاتفاق الذي أابرمته (اتصالكم) مع شركة الاتصالات الماليزية سيوفر الاتصالات للمنطقة بالكامل عن طريق البحرين، وهذا ما سيساعد على جعل البحرين مركزا اقليميا لخدمات الاتصالات الماليزية، وأي شركة تريد ان تجري اتصالات إلى دول آسيا ستقوم بذلك عن طريق البحرين».

وأضاف «ذلك ستكون له نتائج ايجابية على البحرين، وذلك عبر تهيئة البنية التحتية من ناحية الاتصالات وتقنية المعلومات، عبر جلب الشركات العالمية للاستثمار في البحرين». مشيرا إلى ان الأنظمة والاجراءات المعمول بها في البحرين تتماشى مع هذه التطورات، الا أنها تحتاج إلى مواكبة أسرع مع المستجدات العالمية في مجال الاتصالات والإجراءات المعنية بتنظيمها، وخطة التسويق للمرحلة المقبلة ستنصب على الاتصال المباشر بالشركات إذ ان هذه الشركات تمتلك خبرات وعلى درايه كبيرة بقطاع الاتصالات، وبالتالي هذا الأمر سيسهل مهمتنا»، مشيرا إلى هناك مباحثات مع شركة خليجية ستتولى تأسيس الشبكة الخليجية وبالتالي ستقوم شركة (اتصالكم) بتنظيم الاتفاقات مع شركات عالمية وإقليمية لتوفير الخدمة، وتبلغ قيمة العرض مليون ونصف المليون دولار، أما فرص العمل في قطاع الاتصالات فهي متوافرة حاليا وسترتفع كلما توسع القطاع ونما، ولكن من الضروري تأكيد ان فرص العمل في هذه القطاع لاتكون مؤقته، والإشكال هو في كيفية خلق عمل مستمرة وليست مؤقته».

وأضاف ان «قطاع الاتصالات، ونظرا إلى انه قطاع جديد فستدخله شركات صغيرة، والموظفون في مثل هذه الشركات يترددون في الانخراط بها». منوها إلى أن هذه مهمة صندوق العمل لدراسة أوضاع الشركات وإمكاناتها».

وأوضح أن «أحد أهم الموضوعات في قطاع الاتصالات هو افتقاده لجهة تؤهل تخرج بحرينيين مؤهلين في علوم الاتصالات، لافتقار البحرين لكلية أو معهد للاتصالات، وهو أمر في غاية الأهمية، إذ إن جعل البحرين مركزا اقليميا للاتصالات يتطلب وجود جهة تمكن من انضمام الشباب البحريني للدراسة فيها بما يؤهلهم بشكل صحيح للانخراط في السوق، والعمل لدى شركات الاتصالات المختلفة».