مرة أخرى نعاود فتح ملف التدخين وأضراره بطلب الكثير من القراء الذين يرغبون في الإقلاع عن هذه العادة الضارة التي ذكر لي أحدهم في رسالته الالكترونية أنه بدأها في سن الثالثة عشرة وهو اليوم في الثانية والعشرين ويعاني من مرض في القلب من جراء تدخينه المكثف والمتواصل على رغم محاولاته للإقلاع إلا أنه لم يستطع، فإرادته كما يبدو ضعيفة أو بالأحرى إدمانه على «النيكوتين» أقوى من أي شيء آخر.
هذا القارئ كغيره ممن هاتفني بعضهم طلبا للمساعدة أو البحث عن حل، لترك هذه العادة القاتلة التي تعززت أكثر وأكثر في السنوات الأخيرة مع البحث عن الربح السريع في مقاهي الشيشة التي تحافظ على تراث غير مرغوب فيه، لن يكونوا بشكل أو بآخر قلة.
فهناك فعلا من يريد الإقلاع، لكن يبدو أن حملات مكافحة التدخين مازالت قصيرة المدى لا تؤثر بقوة على الرأي العام ولاسيما فئة المدخنين والمدخنات.
إن نبأ تفعيل قرار حظر التدخين في مايو/ أيار المقبل بالأماكن العامة وتحديدا في المجمعات التجارية والمطاعم والمقاهي يدفع وزارة الصحة خلال الشهرين المقبلين للتنسيق بجدية مع وزارة شئون البلديات والزراعة المعنية بمتابعة المقاهي والمطاعم من خلال نشر إعلانات تثقيفية توضح للناس أخطار التدخين الحقيقية وأمراضه إضافة إلى ذكر مواعيد عيادة الإقلاع عن التدخين، فلن يكفي نشر أخبار وتصريحات في الصحف من دون وجود إعلانات ضمن حملة منظمة، فحتى ما نظم في مجمع السيف لا يبدو كافيا وخصوصا أننا نرى الكم الهائل من المراهقين وهم يدخون خارج صالات العرض السينمائية وهو منظر لا يمكن لأحد منا أن يتجاهله حتى بالنسبة إلى باحات المطاعم في هذا المجمع فالجميع يصبح ضحية التدخين السلبي بسبب قلة الوعي وأنانية المدخنين.
فمن حق الرأي العام أن يلتفت إلى أن التدخين ليس مجرد حرية شخصية وخصوصا عندما تتعرض حرية الآخرين إلى الإساءة والمضرة وأصبح حقيقة غير مقبولة حتى في المجتمع الأميركي وحتى في أفلام هوليوود الحديثة كفيلم روبن وليام الأخير «رجل العام» الذي يعرض حاليا في دور السينما انتقدت عادة التدخين لأحد أبطاله وكيف أنه أصبح ضحية مرض «Emphsema» (انتفاخ الشعب الهوائية)، بعد أن كانت أفلام هوليوود في السابق تروج لهذه العادة على أنها جذابة ومفيدة.
إن قرار حظر التدخين في الأماكن العامة وتنفيذه بصرامة كالمعمول به في سنغافورة منذ زمن وحاليا في فرنسا ومعظم الولايات المتحدة الأميركية التي تحتضن اكبر شركات التبغ في العالم هو قرار حضاري.
لذلك فنحن نتمنى ألا يتأخر قرار التنفيذ... والمعارض سيكون كالمدخن نفسه الذي عليه أن يعيد النظر في إرادته فصحة المجتمع والبيئة أولى.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 1619 - السبت 10 فبراير 2007م الموافق 22 محرم 1428هـ