وزارة التنمية الاجتماعية ليست كريمة عندما يتعلق الأمر بمنح المساعدات للأسر المحتاجة في البحرين. وخير دليل على ذلك ضآلة المبالغ الشهرية للمستفيدين. تبلغ قيمة الفاتورة الشهرية لكل الأموال الممنوحة أقل من مليون دينار (تحديدا 913150 دينارا).
9796 أسرة فقيرة
في التفاصيل، يبلغ عدد الأسر المستفيدة من المساعدات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية 9796 أسرة بحسب أرقام شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. ويلاحظ بأن غالبية هذه الأسر (3234 ثلث المجموع) تقطن المحافظة الشمالية من المملكة الأمر يوضح تركز الأسر الفقيرة في هذه المحافظة دون سواها. بالمقابل يبلغ عدد الأسر الفقيرة التي تسكن المحافظة الجنوبية 428 أسرة وذلك على خلفية محدودية عدد السكان في هذه المحافظة. أما باقي الأسر فتتوزع على النحو الآتي: 2600 أسرة في محافظة الوسطى، 2050 في المحرق و1484 في المنامة.
تتوزع مساعدات وزارة التنمية الاجتماعية مساعدات على ثلاث فئات: 70 دينارا و120 دينارا و150 دينارا. ويلاحظ بأن السواد الأعظم من الأسر تحصل على 70 دينارا شهريا والأقلية على 150 دينارا. صورة أكثر دقة، تحصل 5794 أسرة أو نحو 60 في المئة من الأسر على مبلغ شهري يقدربـ 70 دينارا لا أكثر. بالمقابل، تحصل 3091 أسرة على 120 دينارا و911 أسرة على 150 دينارا.
معلومات ناقصة
بحسب الشروط المتبعة، فإن الأسرة المكونة من فرد واحد تحصل على 70 دينارا. أما مبلغ 120 دينارا فهي للأسرة المكونة من خمسة أفراد و150 دينارا للأسرة التي يزيد عدد أفرادها عن خمسة أفراد. حقيقة لا نعرف على وجه الدقة عدد الأفراد المستفيدين من المساعدات الحكومية. ما نعرفه هو أن 5794 أسرة مكونة من فرد واحد تحصل على مساعدات من فئة 70 دينارا. كما نعرف بأن 3091 أسرة مكونة من اثنين إلى خمسة أفراد تحصل على 120 دينارا شهريا لكن لا نعرف عدد المستفيدين بشكل دقيق (أي كم أسرة تتكون من فردين وثلاثة وأربعة وخمسة). أيضا لا نعرف عدد الأفراد في الأسر التي تحصل على 150 دينارا(كما أسلفنا بلغ عدد هذه الأسر 911 أسرة لا أكثر).
ما نعرفه هو أن 20960 فردا استفادوا من المعونات التي قدمتها الوزارة في العام 2005. كما نعلم بأن عدد المواطنين في العام 2005 بلغ 448 ألفا ما يعني بأن أقل من 5 في المئة من المواطنين حصلوا على مساعدات بطريقة أو أخرى.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل بمقدور الأسر المحتاجة في البحرين أن تعيش على مبلغ قدره 70 دينارا شهريا؟ وبات هذا الموضوع أكثر إلحاحا في ضوء أزمة التضخم التي تعصف بالبحرين. نعتقد بأن الصواب هو أن تعمل الحكومة على زيادة قيمة المساعدات التي تقدمها للأسر المحتاجة حتى يتسنى لها العيش بكرامة. وخير دليل على أن المساعدات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية لا تفي بالغرض هو انتشار ظاهرة الصناديق الخيرية في كل مختلف مناطق وقرى البحرين والتي بدورها تقدم مساعدات مادية وعينية للأسر الفقيرة.
نأمل أن تكون وزارة التنمية الاجتماعية قد استفادت الكثير (غير التغطية الإعلامية) من زيارة البروفيسور محمد يونس والحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2006 وذلك على خلفية تأسيسه بنك يقدم خدمات نوعية للأسر الفقيرة في بنغلاديش. المطلوب من وزارة التنمية العمل بجد على تأسيس بنك يقدم خدمات جليلة للأسر الفقيرة المنتشرة في كل أرجاء المملكة.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1619 - السبت 10 فبراير 2007م الموافق 22 محرم 1428هـ
مساعده من التنميه
نحن تتكون اسرتنا من6اشخاص لكن70دينارتنزل فقط ليش؟