العدد 2246 - الأربعاء 29 أكتوبر 2008م الموافق 28 شوال 1429هـ

قصة مسلية في مستشفى السلمانية ورعاية ناقصة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نسمع الكثير من القصص عن الطب والأطباء في المستشفى الحكومي... وهذه إحداها كنموذج لما يراه المرضى من رعاية ناقصة! حكت لي صديقة أنها ذهبت إلى المستشفى بسبب أوجاع في المعدة، وبعد الفحص... طلب الاختصاصي عمل المنظار لأخذ عينة ثم قال سنرى النتيجة بعد عدة أيام وسنتصل بكِ... مضى أسبوعان... من دون أي اتصال... ذهبت للسؤال (يبدو أنهم نسوها) وأعطيت موعدا الساعة 11 صباحا، عادت للموعد، تأخر دخولها إلى الساعة 12:30 ما فائدة الموعد إذا؟ ساعة ونصف تأخير؟!

قابلها الطبيب... باديا عليه إرهاق اليوم (صباحا) فقط نظر في أوراقها على عجل... قائلا إنه عندها بعض الفطريات في المعدة وقرحة صغيرة.

أعطاها مجموعة من الأدوية! على ورقة بيضاء (وليست ورقة المستشفى) متعللا بأن الأوراق نفذت! وأن الأدوية خارج المستشفى ستكون الأصلية والأحسن! معتقدا أن صديقتي ميسورة الحال! مع أنها ليست كذلك! شيء غريب فعلا! ما سببه لا تدري؟! جلس معها خمس دقائق بالتحديد وكان أثناءها يعبث بالهاتف النقال يبحث عن المكالمات أو أشياء أخرى! لا نعرفها!

لم يشرح لها شيئا عن المرض أو نوعية الغذاء الذي عليها تناوله للتخفيف من النفخة والأحماض التي تعاني منها منذ مدة أو هل هذه الأدوية شفاؤها كامل... أو... أسئلة كثيرة صامتة كان عليه شرحها لها، والتي بدأت تبحث بكل السبل والوسائل للإجابة عنها... من الآخرين!

هذه كما وصفتها صديقتي تحليليا وبكل دقة وأمانة كان سحب المعلومة منه يبدو مستحيلا لأنها كانت آخر مريضة ويريد ترك الغرفة!

هذه التصرفات من طبيب يشغل مكانة جيدة في المستشفى الذي كان يوما من أحد أحسن المستشفيات في المنطقة! وتتابع قائلة اشتريت دواء بما يقارب 50 دينارا أحدهم كان سعره 29 دينارا... نار يا أختي نار أسعار الدواء! أرجوكِ أن تكتبي في هذا الموضوع! أضافت... بأن ذلك الطبيب يبحث عن عمل آخر في مستشفى خاص... واضح أنه (قرفان وهو يعمل) قد يكون الراتب غير مجز على رغم أنه يعمل مساء في الطب الخاص المحدود!

وقد تكون الضغوط كثيرة... عليهم ولكن لا أحد يعمل بعد الساعة الواحدة... تقول يعني لا مواعيد بعد الواحدة ولمن يزور المستشفى أيامنا لا يجد أحدا في العيادات الخارجية بعد الواحدة ظهرا! لم يرغمه أحد ليعمل بالحكومة! كما تقول.

كيف لنا أن نمنع مثل هذه الأنواع من الإهمال، سواء بعدم الاتصال بها ولمدة أسبوعين والانتظار ساعة ونصف عدم كتابة روشته وشراء الدواء! وعدم الاهتمام بإعطاء الوقت الكافي أو إعطاء المعلومات الأساسية في الوقاية والعلاج الغذائي! والذي هو من أساسيات منع عودة المرض! وليس المضاد الحيوي فقط كعلاج! والذي أيضا تسبب في إسهال متكرر وشديد ولم تعرف أن ذلك بسبب الدواء واضطرت الذهاب إلى عيادة خاصة وحصلت حينها على الأجوبة الشافية والرعاية التي كانت ناقصة! حتما! (اشتريت يا أختي المعلومة بفلوسي) أيضا!

تقول ثم ماذا... هل يجب تحديد وقت كحد أدنى لمعاينة المرضى مثل ربع ساعة مثلا... أم نسجل ما يدور من أحاديث بين الطبيب والمريض للحكم على نوعية العلاج الذي يتلقاه المرضى والتوعية أم نقوم بوضع الكاميرات في الغرف العلاجية للتعرف على ما يدور من تسيب ولمراقبة الوقتية.

إن هذا شيئا خطير جدا ونحن في مرحلة انحدارية خطرة للغاية... حينما يصبح المريض ضحية لسوء تصرف بعض الأطباء ممن لا يحترمون المهنة الجليلة التي يعملون بها وكيف أنهم نسوا القسم الذي أقسموه بالعناية الكاملة للمريض بكل ما يستطيعون! وتحت كل الظروف وأن من أبسط حقوق المرضى الحصول على العناية والحب والرأفة والمعلومات وانضباط المواعيد.

فهل هذا كثير! وأن لا يصبح الأطباء أجسادا من دون روح يتحرك كماكنة لوصف الدواء فقط؟!

إن هذه المهنة الجليلة مازال لها من يرعاها وهم من يعرفهم مرضاهم وبل يقدسونهم! علنا نتنبه إلى القلة غير الملتزمة... ونفهمها بأن الطب مسئولية وتضحية ومحبة وإخلاص وأن من كان يريد أن يتاجر ويربح كثيرا ومن دون ضمير... عليه أن يترك هذه المهنة! هكذا تكون وعلى الدولة حماية شعبها من القلة المتطفلة على هذه المهنة العظيمة! فهي مازالت بها كل الخير!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2246 - الأربعاء 29 أكتوبر 2008م الموافق 28 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً