تأججت في الآونة الأخيرة النزعة الأميركية نحو التسلح، فيما زعمت واشنطن أنها مجرد إجراء احترازي لمواجهة الصورايخ الإيرانية، وكان من أبرز الخطوات التي تخطط واشنطن لتنفيذها هي زرع بطاريات صاروخية وبناء قواعد رادار في شرقي أوروبا. وفي إثر ذلك، احتجت روسيا على زرع هذه البطاريات والرادارات، متهمة الولايات المتحدة باستخدام البطاريات كدرع للصواريخ الروسية.

وبينما تتصاعد التصريحات بين الطرفين الروسي والأميركي، تظهر في الأجواء بوادر مواجهات عنيفة تهدد الهدوء الذي ساد الساحة الأميركية - الروسية منذ بدأ الاتحاد السوفياتي يتفكك في ديسمبر/ كانون الأول من العام 1991.

ومن منطلق الخشية الروسية من تقويض القدرات العسكرية للجيش الأحمر، كشف نائب رئيس الحكومة ووزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف عن خطة روسية طموحة لتصنيع جيل جديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والغواصات النووية، في حين شدد محذرا من إمكان أن تعيد روسيا النظر في علاقاتها بحلف شمال الأطلسي (الناتو) في حال استمرت واشنطن في تنفيذ خطتها في شرق أوروبا.

واستنادا إلى هذه التطورات، تنقلب الموازين من مزاعم بمحاولة منع إيران من تطوير سلاح نووي يهدد العالم - بحسب الرؤية الأميركية - إلى بوادر حرب باردة تشتعل من جديد - قد تعيد العالم إلى الوراء 14 عاما - ليتجه المتنافسون إلى هاوية لا مفر منها. وبذلك تعود حرب التسلح ليعيد التاريخ نفسه، وترتسم صفحات حروب مضت بأساليب جديدة وبقاع مختلفة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية ما يسمى حاليا بالجنس البشري.