مررت الحكومة الايطالية أمس الأول (الأربعاء) قرارات باتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة شغب الملاعب منها إقامة المباريات إجباريا من دون جماهير على بعض الملاعب على رغم معارضة رؤساء معظم الأندية.

وجاءت هذه القرارات التي مررتها الحكومة والتي ستدخل حيز التنفيذ فور إقرارها ردا على أعمال الشغب في ملاعب كرة القدم والتي أسفرت عن مقتل اثنين خلال الأسبوعين الماضيين.

وتوفي الشرطي فيليبو راشيتي يوم الجمعة الماضي متأثرا بجراحه بعد مصادمات بين الشرطة والمشجعين المشاغبين خارج استاد كاتانيا خلال مباراة كاتانيا وباليرمو في الدوري الايطالي والتي تمثل مباراة القمة (ديربي) في جزيرة صقلية.

وقبلها بأسبوع واحد سقط مدرب أحد فرق الهواة إيرمانو ليكورسي قتيلا في كالابريا بعدما حاول فض أحد الاشتباكات عقب مباراة أخرى لكرة القدم.

وتسببت وفاة راشيتي (38 عاما) في إيقاف جميع المباريات التي كانت مقررة في إيطاليا مطلع الأسبوع الجاري ومنها مباريات الدوري الايطالي ومباراة المنتخب الايطالي الودية التي كانت مقررة مع رومانيا.

وينتظر أن يرفع الاتحاد الايطالي برئاسة لوكا بانكالي قرار إيقاف إقامة المباريات خلال اليومين المقبلين لإقامة مباريات الدوري الايطالي المقررة مطلع الأسبوع المقبل.

وينتظر أن يصدر قرار من إدارة مراقبة المسابقات الرياضية في وزارة الداخلية بإقامة المباريات من دون جمهور.

ويبدو أن 6 استادات فقط من الاستادات التي تقام عليها مباريات دوري الدرجة الأولى في إيطاليا مطابقة للمواصفات الأمنية وهي استاد روما الاولمبي واستادات فرق ميسينا وباليرمو وسامبدوريا وسيينا وتورينو، بينما يبدو استاد بولونيا هو الوحيد من بين استادات دوري الدرجة الثانية الذي يطابق المواصفات الأمنية.

ومن الإجراءات الأخرى التي ستستخدم في 12 استادا آخر سواء لحاجة الأندية أو لعدم كفاءة تأمين هذه الاستادات استخدام التذاكر الالكترونية والمقاعد المرقمة وكاميرات الفيديو للمراقبة والأبواب الدوارة وتعيين المشرفين والمراقبين.

ويرجح ألا يسمح لجماهير أسكولي وأتالانتا وكاتانيا وكييفو وأودينيزي بالدخول إلى المباريات في استادات فرقها، بينما سيسمح للجماهير بالدخول إلى أجزاء محددة من المدرجات في الاستادات الأخرى ومنها استاد جيوسيبي ميازا في ميلانو وهو الاستاد الذي يستضيف مباريات ميلان وانتر ميلان واستاد أرتيميو فرانكي معقل فريق فيورنتينا.

وطالب رؤساء الأندية بالسماح لحاملي التذاكر الموسمية على الأقل بحضور المباريات وذلك وسط شائعات عن قيام فرقهم بإضراب قبل صدور القرار الحكومي، ومن المقرر أن تجتمع رابطة الأندية الايطالية لمناقشة هذا القرار الحكومي.

وغلظت الحكومة أيضا عقوبات الإيقاف على مستخدمي الألعاب والمفرقعات النارية وقنابل الدخان ومددت المهلة المتاحة أمام رجال الشرطة للقبض على المشجعين المشاغبين (الهوليغانز) بعد المباريات من 36 ساعة إلى 48 ساعة.

وفي الوقت نفسه، ألقت الشرطة القبض على عشرات من المشجعين في كاتانيا معظمهم من غير المتورطين بشكل كبير في الحوادث وذلك ضمن محاولات الشرطة للتعرف على قاتل راشيتي.

ويعتمد المحققون في القضية على الشرائط التلفزيونية المسجلة للاشتباكات التي جرت خارج استاد كاتانيا.

وذكر قائد الشرطة أنه لم يتم توجيه الاتهام بقتل راشيتي إلى أي من المشجعين المعتقلين.

و ذكرت الصحف الايطالية الصادرة أمس (الخميس) إن 6 ملاعب فقط تابعة لفرق الدرجة الأولى تتطابق مع قوانين السلامة التي تبنتها الحكومة الايطالية عقب اجتماع لمجلس الوزراء عقد مساء أمس الأول (الأربعاء) للبحث في طرق لمكافحة أعمال العنف في ملاعب كرة القدم، وذلك على خلفية ما شهدته مباراة «ديربي» صقلية بين كاتانيا وباليرمو وأدت إلى مقتل شرطي الجمعة الماضية.

وقالت الصحف إن ملاعب روما وكالياري وجنوى وباليرمو وسيينا وتورينو هي التي تبين أنها تتطابق مع معايير السلامة، بينما تبدو ملاعب ميسينا وبارما وريجيو كالابريا قريبة من تأمين المطلوب، إلا أن ملعب مدينة ميلانو (جيوسيبي مياتزا الخاص بناديي ميلان وانتر ميلان) يحتاج إلى المزيد من الدراسة لتحديد مدى قدرته على استضافة المباريات وفق الشروط في الوقت الذي يبدو فيه قريبا من ملاعب الفئة الثانية.

وتفرض القوانين على كل ملعب يتسع لأكثر من 7500 متفرج أن يحدد مقاعد المشجعين بالأرقام، ووضع كاميرات مراقبة داخلية وخارجية وتأمين مركز للشرطة داخل الملعب لمراقبة تحركات المشجعين.

وأفادت صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» المتخصصة ان ناديي ميلان وانتر ميلان لن يكون بمقدورهما استضافة مبارياتهما في مسابقة دوري أبطال أوروبا في حال تم إقرار إبعاد الجماهير عن ملعبهما في سان سيرو، ورجحت بالتالي خوض ميلان لمبارياته في المسابقة الأوروبية في فرنسا أو سويسرا على أن يخوضها الانتر في جنوى.

ويتوقع أن تصدر وزارة الداخلية الايطالية لائحة نهائية بالملاعب التي تتطابق مع قوانين السلامة من عدمها.