الأنباء الواردة من مكة تحمل بصيص أمل هذه المرة بشأن إمكان حل الأزمة المستعصية بين حركتي «فتح» و»حماس» والتي تهدد باشتعال حرب أهلية في الأراضي الفلسطينية التي فقدت خلال الفترة المادية كوكبة من عناصر المقاومة, عل دماءهم التي أريقت تدفع هذه المرة إلى توصل الطرفين إلى اتفاق بتشكيل حكومة وحدة يضع حدا لحال الاحتقان الراهن.
ما يرد من أنباء يوحي بأن الحركتين اتفقتا تقريبا على صيغة تشكيل حكومة ترضي جميع الأطراف وتضم وزراء من «حماس» و»فتح» وفصائل أخرى إلى جانب مستقلين يتولون الوزارات التي كانت محل خلاف. لكن يبقى الخلاف محتدما بشأن وضع البرنامج السياسي للحكومة المقبلة وهو مربط الفرس وقد يهدم كل ما تم التوصل إليه ويعيد الأمور إلى المربع الأول إن لم يكن للأسوأ.
الخلاف لا يزال قائما بشأن الجانب السياسي الذي على أساسه تتشكل الحكومة الني ستفك الحصار السياسي والاقتصادي عن كاهل الفلسطينيين وبدون اتفاق بهذا الشأن تبقى الاتفاقات الأخرى لا قيمة لها. إذا لم يفلح لقاء دمشق ولا لقاء مكة حتى الآن في تحقيق تقارب بين الحركتين وينبغي كما سبق أن قلنا أن تتدخل الأطراف المعنية بالقضية وعلى رأسها السعودية المضيفة للقاء الحالي ومصر من أجل تقريب وجهات النظر وإيجاد مخرج للخلاف الذي ينحصر أساسا بشأن الاعتراف ب»إسرائيل» والالتزام بالاتفاقات السابقة الأمر الذي ترفضه «حماس». الخلاف مبدئي لكن يبقي مصير ورقاب الشعوب فوق كل اعتبار ويجب أن تدرك «حماس» و»فتح» أن كل يوم يمر دون اتفاق يعد لمصلحة العدو في المقام الأول.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1617 - الخميس 08 فبراير 2007م الموافق 20 محرم 1428هـ