واجهت المرأة العربية على مدى القرن الماضي تحديات كبرى شكلت عقبات في مسيرة نضالها الطويل لنيل حقوقها المشروعة على غرار الرجل لكونها تشكل جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان.
فمن بين هذه التحديات حق المرأة في التعليم، إذ إنها عاشت فترة طويلة محرومة من هذا الحق ففُرِضت عليها صور الأمية وأقنعة الجهل بمختلف أشكالها وأنواعها، حتى جاء الزمن الذي قادها إلى أن تفيق من سباتها الطويل وتطالب بحقها المشروع في التعليم، غير أنها واجهت قطاعاتٍ مجتمعية وقفت في طريقها بحجة أن التعليم يفسد المرأة فكان هذا أحد التحديات التي تبدلت حالها اليوم على رغم أن البعض مازال يتحفظ عن خروج المرأة لتلقي العلم في المدارس والجامعات... وهي مسألة لم تتجاوزها جميع الدول العربية.
وعلى رغم التنافس الحاصل بين المرأة والرجل في مجال تلقي العلم بصورة كاملة، فإن بعض العوائل مازالت تمنع بناتها من تلقي العلم في المدارس وتجيزه داخل حيز البيت فقط نظرا إلى أن أعرافها لا تسمح بذلك.
أما التحدي الآخر الذي واجهته المرأة من بعد التعليم متمثلا في حقها في العمل كعنصر فاعل في المجتمع، وخصوصا بعد أن ظلت حبيسة بيتها لزمن طويل وضحية قوى تجد في خروجها للعمل مفاسد وسلبيات... وعلى رغم أن هذه العقلية قد تجاوزتها شعوب المنطقة العربية فإنها بدأت ترجع في ظل تفاقم موجة التشدد والتعصب في السنوات الأخيرة وأثرت أيضا على طموحاتها في كيفية اختيار مهن المستقبل بينما حقها السياسي من تصويت إلى انتخاب فهي في ظل الموروثات الاجتماعية مقصورة على الرجل وحده وأن المرأة لا تنفع في هذا الدور بتاتا.
ومع ذلك، إن المكتسبات التي حصدتها العربية عموما والبحرينية خصوصا لنيل حقوقها مازالت تواجه معارضة مجتمعية من بعض الفئات الرافضة حقوق المرأة تحت حجج وسلطات مختلفة، ولكن دعم القيادات السياسية من جهة ومؤازرة القوى المستنيرة من جهة أخرى ذللت تلك المعارضة وغيّرت من قناعاتها الرافضة على رغم أنها بدأت تقوى وتظهر في السنوات الأخيرة على الساحة سعيا إلى إخفاق نضال المرأة الطويل مع مطالبها الحقوقية.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1616 - الأربعاء 07 فبراير 2007م الموافق 19 محرم 1428هـ