العدد 1616 - الأربعاء 07 فبراير 2007م الموافق 19 محرم 1428هـ

الإخلاص للمخيّلة

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

الكتابة إخلاص للمخيّلة، بحسب تعبير بورخيس. إخلاص يكون على تماس تام مع المراد له أن يكون مقصى ومركونا هناك في المعتم من الأمكنة والزمن.

بورخيس نفسه ظل أكثر وفاء وإخلاصا وقدرة على استنطاق مخيلته/ بصيرته، على رغم عتمته التي ظلت في الذروة من حساسية انتباهها وحضورها وقدرتها على التقاط العصيّ على الرؤية.

الكتابة رؤية، والمخيلة ما بعد تلك الرؤية بمراحل. مراحل المباشر منها والتفاصيل. محاولة لتخريب الكاذب والزائف من الاستقرار والنهائي والحاسم، وإحراج أكيد للمفتعل من اليقين.

ندرة الإخلاص للمخيلة هو ما يجعل الكتابة اليوم تعيد إنتاج أزماتها بصورة أو أخرى، وهو ما يجعلها باردة وملفقة ومصطنعة.

والكتابة في الوقت نفسه، فسحة أخرى كي تعبّر تلك المخيّلة عن قدرتها وأمدائها المخبوءة. مران لها وتحفيز يحول دون ضمورها وشيخوختها.

***

بين عينيكِ اعترافي

هَاكِ آها مِنْ شَغَافي

وَعُيونا مِنْ جَفافي

هَاكِ شِعْري فهْوَ أجْلى

لكِ منْ شمْس الفيافي

أرْجَعَتْني لكِ أيَّامُ

التَمَاهي في الكَفَافِ

هَاكِ يَا مَهْوُوسَة الأسْرَارِ

مَا قدْ كانَ خَافِ

وَاترُكي ِلي نارَكِ الأُولى

إذا احْتَدَّ ارْتِجَافي

وإذا امْتدَّ جُحُودٌ

بَيْنَ عَيْنَيْكِ اعْتِرَافي

لسْتُ عِربيدا ... وَإنْ

شَحَّ كَمَا قلتِ عَفافي

كيف قدْ حَانَ .. وَلمْ

ألقكِ .. يَا وَجْدُ .. انْصرَافي

رُبَّمَا طفتُ .... وَإنْ لمْ

أعْتمِرْ ... فِيكِ طوَافي

فدَعي حُزنك كيْ أنسَى

مِنَ العُمْرِ عِجَافي

عَابرٌ مِنْ غُربَةِ الرُّوح

إلى حُضن المَنافي

وَقطافي .. آهِ مُذ غبْتِ

دَنا فصلُ قطافي

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 1616 - الأربعاء 07 فبراير 2007م الموافق 19 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً