العدد 1616 - الأربعاء 07 فبراير 2007م الموافق 19 محرم 1428هـ

النادي الفارسي من أجل الحوار الأميركي - الإيراني

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

التركيز الأميركي الحالي على إيران عمل على تسويق النادي الفارسي في جامعة جورج مايسون في فيرجينيا لكي يقوم بعقد سلسلة من النقاشات بشأن العلاقات الأميركية - الإيرانية خريف هذا العام.

أولى هذه النقاشات تمت بقيادة مؤسس دائرة الدراسات الفارسية في جامعة ميريلاند أحمد كريم حكاك.

حكاك ركز على الدور السياسي للإيرانيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية، وككثير من الإيرانيين تجنب الخوض في تحليل تاريخ الواقع الحالي بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. وبدلا من ذلك، قدم وجهة نظر يتبناها الكثير من الأميركيين من أصل إيراني.

وجهة النظر هذه متمثلة في أنه خلال ثورة 1979 كانت الوحيدة المفروضة على الشعب الإيراني، بدلا من تحرك ونهضة جماهيرية، هذا تماشى مع التاريخ المعقد الذي مازال إلى اليوم جزءا مهما من الهوية الإيرانية. بعد تقديم محاضرته أشرت إلى حكاك بالقول إنه بالغ في التبسيط من خلال نقاشه.

لهذا تخيلوا مدى دهشتي عندما دعاني طلاب من النادي الفارسي بعد عدة أسابيع للعشاء. والنادي الفارسي في جامعة مايسون معروف بكونه «غير متدين» و «غير سياسي» وثرثار.

النادي الإيراني في الغرب يميل إلى ادعاء عدم الانحياز. مع ذلك أنا لست متأكدة كيف من الممكن للمرء فصل السياسة عن الدين في أي دولة أو لدى أي شعب. ولماذا على الإيرانيين الأميركيين أن يتجنبوا الخوض في القضايا التي تحيط دولتهم وتدهش العالم أجمع. عدم تشجيع الحوار لا يحجم المشكلة أو يزود حلولا وهي بالتأكيد لا تجعل الإنسان أكثر أمركة.

في مجتمع ما بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، الكثير من الإيرانيين قرروا ليس فقط إبعاد أنفسهم عن ارثهم الإسلامي بل رفضوا الاعتراف بوجود هذا الإرث. على سبيل المثال: النقاشات الدائرة حول أسباب الثورة والحوادث الحقيقية تتناول فقط نقاش الوضعية الحالية والتحولات الاجتماعية المعاصرة.

لكن هذه النقاشات نادرا ما تسوق أداة تواصل لاختبار السياسة. طالما استمرت هذه الدوامة الفكرية فإن الأميركيين وخصوصا صناع القرار سينضمون إلى الإيرانيين الأميركيين في تجاهل الحوار البناء. قادة الدول عادة ما يتلقون ما عليهم فعله من المنظمات المحلية والمفكرين السياسيين اللذين في كثير من الأحيان هم نشطاء وخبراء أميركيون من أصل إيراني. على النقيض من الفكر الاشتراكي الذي تراجع بموت قواده، ثورة 1979 لم تنته بموت آية الله الخميني والدروس المستقاة منها ضد الامبريالية وفي تقرير المصير والسيادة هي ليست فقط أساسا لسياسة إيران الخارجية وإنما هي في السيكولوجية الإيرانية.

مع كل هذه الأفكار ذهبت إلى العشاء بحذر. لاحظت سيدة في مقتبل العمر تجلس بصحبتنا، وكان الهدوء طابعها في البداية.

رأيتها في الحرم الجامعي خلال السنوات الأخيرة ولكن فقط بالمصادفة. بعد محاضرة حكاك بقليل، أخبرتني هذه الفتاة بالفارسي أنها تقدر تعليقي.

خلال العشاء كان من الواضح الفضول المتبادل لدى كلينا لمعرفة الآخر. وجدت لاحقا أن والدها كان بروفسورا في إيران وكان مساندا للثورة الإسلامية ومات كمواطن شديد الانتماء والوطنية. هي مثلي كبرت في إيران، أنا عشت في إيران حتى سن السابعة وهي كانت هناك حتى بلغت الرابعة عشرة من عمرها.

كان النقاش معقدا، ولكن على مستوى من الدراية وغامضا، وفي النهاية وصلنا الى قرار صغير بخصوص دورنا كإيرانيين نعيش في الولايات المتحدة الأميركية. الذي جعل هذا النقاش لا ينسى هو أنني وللمرة الأولى تمكنت من الخوض في نقاش مع مجموعة من الإيرانيين الذين ارتقوا بمستوى النقاش فوق مصالحهم الشخصية. الأفكار والمعتقدات التاريخية منعت بصدق، والجسور المكسرة بين مجتمعاتنا تم ترميمها من خلال الحوار.

بقصد أو من دون قصد احترمنا تعدد مواقفنا مع تمسكنا بها، عدلنا، راجعنا، أعدنا التفكير والتعريف وفي أوقات كثيرة رفضنا اختلافاتنا. لا استطيع إلا أن أفكر ماذا سيكون لو أن المجموعات الإيرانية التي تتمسك بتقليد «غير متدين وغير سياسي» قامت بتشجيع الحوار في الكليات والجامعات عبر الولايات المتحدة الأميركية كتلك التي عقدناها خلال العشاء.

المبادرة بنقاشات كهذه بشأن مواضيع مختلفة ليس فقط من شأنها أن تقدم لأعضائنا فهما للثقافة الإيرانية والتاريخ الإيراني وإنما من شأنها تحفيز الحوار ليس فقط على المستوى الأكاديمي ومستوى السياسات الدولية. انتخاب الأعضاء يتم على الأغلب في إيران في الوقت الذي يعرف فيه الآخرون الغرب كوطن يقدم لهم مساعدة ضخمة تمكنهم من الحصول على حوار دولي مثمر. جهودنا من شأنها المبادرة في اختلاط ثقافي بين الأساتذة الإيرانيين والأميركيين والنشطاء من كلا الجانبين. الأكيد أنه ليس هناك نقص في المثقفين في أي من الدولتين. كإيرانيين لدينا المسئوليات الصحيحة لتبني أي نقاش بغض النظر أين يكون مرقدنا في نهاية النهار.

* التحقت حديثا بجامعة كامبريدج في بريطانيا للحصول على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1616 - الأربعاء 07 فبراير 2007م الموافق 19 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً