في الوقت الذي يتحدّث فيه رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم في لقائه مع رجالات الصحافة بداية الأسبوع الجاري، كان لاعب فريق سترة صادق مرهون يقترب أكثر فأكثر من التوقيع في كشوفات نادي خيطان الكويتي، وهو الذي سيلحق بزميله أحمد الخيّاط المنتقل إلى الدوري الكويتي أيضا.
في هذا الوقت ذاته يصرح رئيس الاتحاد أن اللاعبين المجنّسين المعنيين والمعروفين لدينا وهم أربعة: (جيسي جون، فتاي، عبدالله عمر وفوزي عايش)، يحتاجون إلى الوقت ؛ليتألقوا مع المنتخبات الوطنية التي يستدعون إليها، ضاربا المثل باللاعب عايش ،وأنه يقدم مستوى رائعا هذه الأيام ويشارك في التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني بعدما كان قبل ثلاث سنوات الماضية مختفيا.
هذا الكلام يجرّنا إلى السؤال الآتي: كيف يمكن لنا إعطاء اللاعب الأجنبي المجنّس الفرصة الكاملة ؛ليتألق ويقدم بعدها مواهبه للمنتخبات بعد مرور سنوات من استقطابه، ونحن الذين نمنع هذه الفرصة عن لاعبينا ومواهبنا المحلية القادرة من دون إعطائهم ولو فرصة واحدة فقط، فكيف بنا نقدم الفرصة على طبق من ذهب للمجنّس، ونبقى صابرين حتى يظهر قدراته الفنية!
أليس من الصواب هو أن اللاعب المجنّس هو الذي يجب عليه أن يقدم ما يملك منذ الوهلة الأولى التي يلبس فيها لباس المنتخب الذي سيدافع عنه، خصوصا أن المتعارف عليه أن الدول تقوم بالتجنيس فقط لأولئك الذين يحملون الإمكانات القادرة على الظهور متى ما طلب منهم ذلك، أي منذ البداية، لا أن ينتظر أربع سنوات، لكي يقدم ما يملك، ثم أليس على اللاعب المجنّس أن يكون متكاملا، أي بمعنى جهوزيته ووصوله إلى المرحلة النهائية، لا أن نقوم بتدريبه وإيصاله إلى مرحلة الجهوزية المطلوبة لكي يلعب في المنتخب، وهو ما يعني «محاولة لطمس المواهب المحلية».
ثم لماذا نعرّض سمعة البلد لكي نجلب لاعبا مجنّسا يلعب أساسيا في المنتخبات الوطنية، وهو لم يكتمل بعد نضوجه؟! إذا ما أخذنا بكلام رئيس الاتحاد البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم السابق الذكر، ونجعل اللاعب يلعب طوال أربع سنوات خلت من دون تحقيق الفائدة المرجوة ذلك أنه لم يكن يملك شيئا، إذا لماذا كان اللاعب يشارك أساسيا في تشكيلة المنتخب الأول وهو الذي للتو وصل إلى جهوزيته، وهو ما يعني ضرورة محاسبة مدربي المنتخب الذين يجعلون اللاعب في التشكيلة الأساسية.
ثم تعالوا نتساءل، من يقول إن اللاعب فوزي عايش يقدم أداء متطورا في الآونة الحالية مع المنتخب، بل على العكس فالكثير يرى بأن عايش يجب ألا يكون محله التشكيلة الأساسية، فهناك الكثير من اللاعبين الوطنيين القادرين على إعطاء أفضل المستويات إلى المنتخب إذا ما أعطيت لهم الفرصة .
رئيس الاتحاد يطالبنا بإعطاء جيسي جون وفتاي الوقت لكي يتطورا مع المنتخب ويقدما ما يملكان للفانيلة الحمراء التي يلبسانها، ونحن هنا نستغرب، لماذا لم يقل أن يجب إعطاء اللاعب المحلي الفرصة ولو لمدة شهر واحد أو مناسبة واحدة فقط ؛لكي يتألق وحينها نعمل على شطبه.
نحن في هذا البلد نحب أن نعطي الفرصة للأجانب ونبعدها عن المواطن، كما يقال: «عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب»، ولعل هناك أمثلة كثيرة، أبرزها لاعب الرفاع الحالي وسترة السابق جعفر طوق الذي شطب من قائمة المنتخب من أجل عيون رفاق النيجيري جيسي جون الذين يريدون وضعه على أقل التقادير في لائحة المنتخب، فيما طوق يجول ويصول في الدوري الممتاز ويسجل الأهداف وأخيرا يشطب من منتخب بلاده، ويجلب من لم يلعب أية مباراة وامتنع عن تدريبات المنتخب بأمر من ناديه ؛ليشارك أيضا مع المنتخب بدل الأفضل منه حسين علي «بيليه» وهذه بداية إخراج الهداف «بيليه» من التشكيلة البحرينية.
كيف لا يتم استدعاء لاعبين ينتقلون للعب في الدوري الكويتي أمثال صادق والخياط وإعطاؤهم الفرصة ونقوم عكس ذلك بجلب من يكلف خزينة الدولة الكثير، أسئلة تحيّر المجتمع البحريني الخائف على مستقبل منتخبه «المحلي + المجنّس»، وهذا يدعونا إلى إعطاء هذه المواهب الفرصة وإحلالها محل الأجانب والمحليين الذين أصبحوا في عجز على تقديم الأفضل، من أجل رفع راية هذا البلد عاليا في كل محفل.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1615 - الثلثاء 06 فبراير 2007م الموافق 18 محرم 1428هـ