بعث لي الأخ العزيز بومحمد رسالة بشأن زيارتي الأخيرة إلى بلاد اليمن، أورد فيها الكثير من المعلومات والتي قد تخفى على القارئ غير المتخصص أو الذاهب إلى هناك في زيارة عمل كما كان الحال معي. ما جعل الأسف يطوقني على ما فاتني من أمكنة رائعة كان من الممكن رؤية ملامحها والمكوث لفترة أطول للتعرف بشكل أكبر على «أُمنا اليمن».
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / الأستاذ الصحفي محمد العثمان المحترم
تحية أخوية صادقة وبعد,
لقد سرّني ما كتبت في عمودك بتاريخ 29/1/2007 وانطباعك عن عرب اليمن وبساطة ذلك المجتمع وأصالته وكرمه ودماثة خلقة، ومحافظته على القيم والعادات النبيلة، وهذا شعور ينمّ عن صدق مشاعرك تجاه أهل اليمن دائما.
كم كان بودي أن أكون مرشدك في ربوع أرض اليمن، وأعرفك بمعالمه وآثاره، وثقافته وعبق ماضيه وحاضره، وسبب تسميته بـ «السعيد». وذلك كونه (كان) ملتقى الحضارات لموقعة الاستراتيجي على طرق التجارة العالمية. وبحسب علمي أنه لم يسعفك الوقت ؛لتزور معالمها كاملة. فهناك «قصر الحجر» تلك التحفة التاريخية، وأسواق صنعاء القديمة (سوق الملح) وسد مأرب ومعبد الشمس، وهناك أيضا «حمام دمت» الذي يفيض بالماء الساخن من قاع الأرض. وتلك المناظر لا تنسى. ناهيك عن «صعده» و»حاشد» و»بكيل» و»حيمه» و»حراز». وهذا حول صنعاء وما أكلته من وجباتها الشعبية ألسلته والفحسة والمولج واللحوح إلا القليل.
كما إن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن «عدن» وما تزخر به من تنوع ناسها وأسواقها وصهاريجها ونهضتها العمرانية والتجارية، وسواحلها الذهبية، والتي كانت تأوي المعارضة اليسارية وتمنحهم الإقامة الدائمة فيها، وكذلك جوازات دائمة وذلك يوم تخلى عنهم الجميع.
وقد تنكروا لها ومنهم بعض أقطاب المعارضة هنا. وهناك وجبات لذيذة كالزربيان والصيادية، وكذلك فإنك لم تشاهد حضرموت أهل الفن والموال والدان، ولم تزر «يافع» أرض حمير ورعين، والتي تعتبر من القبائل اليمنية ذو الصيت والسمعة مسقط الرأس الأبي والمشهود لها بالكرم والشجاعة، وتأكل هناك العصيدة اليافعية الشهيرة، ولم تزر سقطرة وأب وتعز وأبين وما تحويه من مناظر خلابة يكون لها وقع السحر على نفسك، وتجعلك في شبق للعودة إليها مرات ومرات أخرى لما تلمسه من سجية وفطرة ذلك الشعب البسيط المعتق بالعروبة الذي يرحب بكل زائر ومقيم. وهم إن لم ينفعوك لا يسألون ما أصلك ونسبك وكأن لسان حالهم يقول: ياضيفنا لوزرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل
وما لم يسرك ذلك الخنجر (الجنبية) التي تعتبر من كمال الزينة للفرد والقبيلة، ولا تنزعج فإنها لا تنتزع من غمدها إلا في إقرار حق أو دفاعا عن النفس، وهي بمكانة الغتره والعقال في الخليج العربي. وذلك من عادات القبائل التي هي أساس كيان المجتمع المحافظ على هويته، وقد وجدنا غيرنا قد تخلى وتبرأ من صفات القبيلة لما لها من ميزات محمود في أحيانا كثيرة.
أتمنى أن تكون قد استمتعت بزيارتك إلى اليمن، وقد حللت أهلا ونزلت سهلا بينهم وضيفا عزيزا دائما، وفي المرة القادمة اتمنى أن تفرد زيارتك إلى اليمن للسياحة ليس إلا.
أخيرا لك تحياتي وسلامي. المخلص/ شرحبيل اليافعي
لا غرو بأن أهلنا في اليمن هم من أصدق وأرق العرب مشاعرا، وأكثرهم تعاطفا مع قضايانا القومية والإسلامية. لكن لا أعتقد بأن قوى اليسار في البحرين تنكروا لأهلنا في اليمن، إذ قوى اليسار لم تكن في موقع المسئولية لكي تتنكر لأهلنا في اليمن.
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1615 - الثلثاء 06 فبراير 2007م الموافق 18 محرم 1428هـ
يافعي
ذكرت و اشتاق قلبي لا جبل يافع ... لشوفة الأهل و الأحباب و الخلان
الأرض ذي حلها كم من نمر شاجع ... لهتانه الأرض ما من يافعي يهتان