في الآونة الأخيرة اختلطت في الأذهان صورتان هما من يقاوم ومن يهاجم، إذ وسم كل منهما بالإرهاب، فنرى «إسرائيل» تصف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها إرهابية، ومن جانب آخر نرى العالم أجمع يصف تنظيم «القاعدة» بأنه إرهابي. ولكن هل هما سيان؟
في الحقيقة كلاهما إرهابي!، وهذا ما يخلط الأمور، ولكن «القاعدة» تعتبر إرهابية متطرفة. وهنا تكمن المفارقة، فالإرهاب في حد ذاته ليس بالأمر المرفض شرعا أو عقلا، إذ إن المعنى الصحيح لكلمة الإرهابي هو من يبعث الخوف في القلوب، فإذا كان المُرهب في هذا الموضع هو الظالم المتغطرس فإخافته وإرهابه في سبيل الدفاع عن حقوق المضطهدين ليس إرهابا بل إنه بطولة، أما إذا كان المُرهب هو الضعيف المضطهد فهذا إرهاب متطرف. ولكن ما يخفى عن أنظار العامة هو أن ما يحدث في العالم من إجرام في الحقيقة هو تطرف إسلامي من قبل فئة محدودة، وليس إرهابا بمعناه المطلق ولذالك يختلط هذا المعنى في أذهان من تؤثر عليهم وسائل الإعلام المسيسة على خط معين تدعو إليه في سبيل الحماية من الإرهاب مغفلة كون الحرب الأساسية هي حرب ضد التطرف. وهذا بحد ذاته تطرف يخلق من النفوس البريئة نفوسا حاقدة يقودها التطرف إلى مسمى الإرهاب المتداول حاليا والذي يحمل معنى القتل والتفجير. ولذلك فهل يصح تسمية مجاهد مقاتل في سبيل الحق إرهابيا؟، ليوضع في مقياس واحد مع المتطرف الحاقد. ولذلك وجب تغيير المسمى من إرهابي إلى متطرف، كيلا يختلط الأمر فينقلب الحق باطلا.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1614 - الإثنين 05 فبراير 2007م الموافق 17 محرم 1428هـ