العدد 1614 - الإثنين 05 فبراير 2007م الموافق 17 محرم 1428هـ

توفي الرجل!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

تألمت عندما سرد لي أحد الأصدقاء قصة زميله في العمل، الذي كان في العقد الخامس من العمر، يقول صديقي إن زميله كان في يوم من الأيام مسترخيا على مقعده في العمل، وكان يتمعن في قسيمة الراتب، وهو يتنهد ويقول: أخيرا منذ الشهر المقبل سأستلم راتبي كاملا، فهذا هو الشهر الأخير الذي أدفع فيه قسط الإسكان. بعد أسبوع من هذا الموقف توفي المواطن في العمل، وعلى الكرسي الذي تنهد عليه، ولم يتسنَ له أن ينعم بشهر واحد من دون استقطاعات، وأبت أقساط الإسكان إلا أن ترافقه مدى الحياة، وعندما انقطعت انقطع نفسه وتوفي الرجل، وكانت مكنة نسج الأكفان أسرع من مكنة الطباعة التي كان من المفترض أن تطبع قسيمة راتبه الجديدة!

هذا المواطن ليس حالا فريدة في البحرين، بل هو ربما الأوفر حظا بين البحرينيين؛ لأنه انتهى من دفع الأقساط قبل انتهاء عمره بشهر، إذ إن الغالبية من المواطنين تنقصف أعمارهم، قبل انتهاء أقساطهم بسنوات، ولا أحد يعرف حتى يتكهن بأية خطة ستواجه الدولة هذه الديون التي يغرق فيها المواطنون، فلا يخرجون من بحرها الهائج إلا عندما يمد لهم الموت يده لينتشلهم منها، وأي مرض عضال هذا الذي لا علاج ولا خلاص منه إلا الموت؟

وإذا ما تم الإمعان في قول الإمام علي (ع): «لا هم إلا هم الدين، ولا وجع إلا وجع العين» فذلك يعني أن كل البحرينيين يعيشون الهم والغم، ويعيشون وجع العين أيضا كلما نظروا في قسائم رواتبهم وهي مهشمة تهشيما، كأنها فريسة في فك أسد جائع!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1614 - الإثنين 05 فبراير 2007م الموافق 17 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً