الوضع الكروي يمر بمرحلة صعبة وهو بحاجة إلى خطوات تصحيحية على الطريق السليم لا تحتمل التأجيل يقودها اتحاد الكرة بنفسه وعلى رأسه الرئيس الذي بات يمتلك الخبرة الواسعة والكافية عبر السنوات التي كان فيها على رأس الهرم الكروي بالاتحاد والذي لديه القدرات الإدارية المتميزة في إدارة دفة الأمور إلى النحو الأفضل.
نحن عندما نطالب الجمعية العمومية بتفعيل دورها والقيام بمسئولياتها تجاه عمل اتحاد الكرة فإننا لا نقصد إزاحة أو الإطاحة بأعضاء الاتحاد بل بالعكس، نحن من مؤيدي بقاء هؤلاء الأعضاء لأنهم جاءوا عن طريق الانتخابات بشكل ديمقراطي وشفافية وهذا الأمر نحن نحترمه جدا، ولكن ما نهدف إليه أن تكون هناك عملية مراقبة للعمل من قبل الجمعية العمومية تجاه بعض الأخطاء الواردة من أناس غير معصومين من الخطأ، ومن المؤكد يحتاجون إلى نقاط توجيهية وهذا ليس عيبا وإنما يعتبر قمة في العطاء بل الرقي الحضاري لسماع الرأي الآخر والعمل به، وخصوصا إذا كان يصل بنا جميعا إلى النقطة التي تقودنا إلى التجديد من أجل المصلحة الوطنية العليا، مع علمنا أن الأعضاء في اتحاد الكرة جميعهم مخلصون ما يجعلهم يسمعون القول الأحسن الذي يصحح الوضع نحو الأفضل.
الخطوة الأولى لتصحيح الوضع بدأت فعلا عندما تم حل المنتخبات السابقة التي لم نر منها أي دور فاعل لرفع المستوى الكروي المحلي والخارجي بل العكس، شاهدنا الانحدار الكبير في أداء كرتنا بعدما خطت خطوات واسعة نحو التألق في المحافل الخارجية حتى كنا على بعد خطوة واحدة من الوصول إلى العالمية، ولكن سوء الحظ والتخطيط والإعداد النفسي لم يعطنا الأحقية في الوصول، وتم اختيار أعضاء جدد لهذه اللجنة من نجوم الكرة السابقين أمثال عبدالرزاق محمد ويوسف حسن اللذين لهما البصمات الواضحة عندما كانا مع المنتخب الوطني، ووصلا يومها إلى المراكز المتقدمة من البطولة الآسيوية إلى جانب النجم حمود سلطان الذي لا يحتاج إلى تعريف والنجم خميس عيد الذي كان يوما من الأيام نجما بارعا ومن ثم إداريا متميزا في الرفاع، وبالتالي هؤلاء سنعول عليهم الكثير في استعادة الهيبة للكرة البحرينية.
نحن نشد على يد الرئيس وإخوانه الأعضاء في الحركة التصحيحية بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وإبعاد كل من لا يريد أن يعمل بإخلاص ويقف حجر عثرة في وجه التطوير والتحديث ولابد من الشجاعة هنا أن تبرز لكي يتحقق الهدف من دون عوائق.
ولابد أن تتبع هذه الخطوة الجيدة خطوات أخرى جذرية بدءا من تطوير المسابقات المحلية وإيجاد حل للهبوط الكبير للمستويات الفنية وغياب المواهب في المسابقات في جميع الفئات، بالإضافة إلى الفريق الأول من مسابقة دوري كأس خليفة بن سلمان.
إذ لا يجوز أن نرى مدرجات استاد الوطني أو المحرق أو الأهلي شبه خالية إن لم تكن خالية فعلا، ويجب تدارس هذا الأمر الخطر والذي يجعل المباريات خارجة عن الإطار التنافسي الشديد بعيدا عن جمالية اللعب ومتعته، ووضع النقاط على الحروف في الغياب الكبير للجماهير عن الحضور وخصوصا بعد التعاقد مع الشركة الراعية لمسابقات الاتحاد «ميتاف» من دون أن نرى بوادر منها في التطوير أو جلب الجماهير إلى الملعب.
ولابد لنا أن نتذكر جيدا الدوري في السبعينات والثمانينات وحتى النصف الأول من التسعينات عندما شاهدنا الحضور الكبير للجماهير لمعظم المباريات من دون أن تكون يومها أية شركة راعية لجلب الجماهير، فهذه الشريحة من الجماهير تعشق اللعب القوي والمستويات الفنية الرفيعة والمنافسة الشديدة، وهي تحب العمل المرتب والمنظم بتخطيط مستقبلي يحمل التطوير لا العشوائية في العمل وهذا أمر مهم جدا لطمأنة الجماهير للعودة إلى المدرجات.
الخطوة الأخرى للتصحيح نريدها أن تبرز بشكل شفاف عبر اختيار المدرب الجديد للمنتخب الوطني الأول الذي يخوض استحقاقه المقبل في نهائيات آسيا في شهر يوليو/ تموز المقبل، وبالتالي تبقى 6 أشهر ونحتاج إلى وقت غير قصير للبحث الجاد عن مدرب طموح وشجاع ولديه القدرات الفنية في قراءة المباريات وتاريخه يشهد له بالأفضلية، لا أن نقع في مطب المدربين غير الأكفاء وبالتالي نخسر الوقت والمال ونبقى ندور في دوامة التعب والإرهاق...
ما نتمناه من لجنة المنتخبات الجديدة أن تبحث عن المدرب الأصلح وألا تتدخل الأيدي في فرض وصايتها لاختيار اللاعبين إن أردنا أن نصحح الوضع ونصل إلى الهدف المنشود، وإن كنا نعيش في ظل البنية التحتية السيئة والتي تحتاج إلى عمل كبير من القيادات العليا في البلد فلنحول اليأس إلى طموح يقودنا إلى تحقيق الإنجازات الفريدة.
في هذا السياق، نريد أن نؤكد على أهمية تشكيل لجنة فنية تضم لفيفا من المدربين الوطنيين وقدامى اللاعبين تكون مساندة لعمل المدرب في كشف الأخطاء ومعالجتها فورا، وبهذا نستطيع بالعمل الجماعي أن نصل إلى الهدف الذي نصبو إليه جميعا.
أخيرا، نأمل من اتحاد الكرة أن يستفيد من التجارب السابقة والإخفاقات المتكررة بالعمل الجاد وفتح الملفات بصورة شفافة وصراحة متناهية؛ لكي نضع يدنا على الجرح لعلاجه قبل أن يستفحل ويصعب بعدها علاجه، ولا تكون هناك حساسية للمطالبات بفتح الملفات العالقة من أجل تصحيح الوضع وتطويره إلى الأفضل، وعلى الجميع تحمل المسئولية بالمقترحات المختلفة التي تقودنا إلى تحقيق الإنجازات.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1613 - الأحد 04 فبراير 2007م الموافق 16 محرم 1428هـ