لم تنتظر الولايات المتحدة موافقة الكونغرس المتوقعة لخطة الرئيس الأميركي جورج بوش الرامية لنشر 21 ألف جندي إضافي في العراق للسيطرة على الوضع الأمني حتى فاجأتنا بصدور تقريرين يتحدثان عن خطر نشوب حرب أهلية في العراق.
حذر التقرير الأول الصادر عن الاستخبارات الأميركية من استمرار تدهور الوضع الأمني في العراق، مؤكدا وجود عناصر رئيسية هناك يمكن وصفها بأنها «حرب أهلية» وهو مصطلح يحجم المسئولون بإدارة بوش عن استخدامه حتى الآن. ووصف التقرير الوضع في العراق بأنه خطير واعتبر أنه سيتفاقم إذا لم تحقق جهود تغييره تقدما ملموسا في غضون 18 شهرا.
التقرير الثاني صدر عن مركز سابان للدراسات الشرق أوسطية التابع لمؤسسة بروكينغز 1927. ويقول «كل يوم، ينزلق العراقيون أكثر فأكثر في هاوية الحرب الأهلية. إن تاريخ حروب كهذه يعلمنا أن نتائجها كارثية لكل المشاركين فيها (...) وللأسف، قريبا سوف نجبر على أن نسأل عن السبيل الأفضل لتجنب «خسارة» حرب أهلية عراقية (...) ولذلك، واستنادا إلى أمثلة من التاريخ الحديث في مجال الحروب الأهلية، على واشنطن أن تضع استراتيجيات للتعامل مع نتائج حرب أهلية عراقية شاملة على الرغم من عدم وضوح معالم هذه الحرب بعد». إذا توقيت صدور التقريرين يوحي بأن واشنطن تصعّد من درجة المخاوف والمخاطر لضمان تمرير خطة بوش في الكونغرس، أو زيادة الضغط على بغداد ؛لتنفيذ سياستها واستراتيجيها في المنطقة ككل. والاحتمال الأخير هو أن واشنطن تضع إيران في نصب عينيها وقد تعمد إلى إشعال حرب أهلية في العراق تتخذها حجة لضرب طهران.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ