إخفاق المنتخب البحريني لكرة القدم في دورات الخليج ليس جديدا ويمتد إلى نحو 37 عاما، ومع نهاية كل دورة تتكرر «أسطوانة» أسباب الإخفاق ونظل ندور حولها من دون جدوى لأن الأهم في الدروس هو العبرة!
ومنذ خروج منتخبنا من نصف نهائي خليجي 18 في أبوظبي والموضوع شبع طرحا وبحثا وكلاما في صحافتنا وشارعنا الرياضي، لكن في نظري يجب تجاوز ذلك والانطلاق نحو الأهم في الاستفادة من الأخطاء وتحديد الأهداف والرؤى للمرحلة المقبلة، وكيف ننظر كدولة ومؤسسات وشارع وإعلام إلى كرة القدم لأنها ستحدد استراتيجية عملنا بدلا من السباحة ضد التيار والعمل بطريقة عشوائية.
أعتقد أن ما تمر به كرة القدم البحرينية أو أية لعبة أخرى انعكاس حقيقي للوضع الصعب الذي تعيشه الرياضة البحرينية التي مازالت تعاني من أمراضها نفسها منذ السبعينات والمتمثلة في محدودية إمكانات الأندية وضعف الموازنات وقلة الدعم المالي الحكومي للرياضة الذي لا يتجاوز المليون دينار سنويا وغياب الدور الفعال للقطاع الخاص في دعم الحركة الرياضية إلا ما ندر وبطريقة غير مدروسة.
صحيح أن هناك أخطاء في آليات العمل الرياضي داخل الاتحادات والأندية لكنها تعتبر أسباب غير مباشرة في تدهورنا الرياضي بقدر الأسباب الرئيسية التي طالما أعلنا أنها تحتاج إلى قرارات عليا لنتمكن من تجاوزها...
فكيف تسير أقدم مسابقة كروية خليجية مثل الدوري البحريني الذي انطلق العام 1957 من دون ملاعب صالحة، والأندية المشاركة نصفها تتدرب على ملاعب رملية ونحن في الألفية الثالثة؟!
وكيف نتصور أنفسنا لو تأهلنا لمونديال 2006 ونحن في بلد لا يوجد فيه سوى ملعب دولي وحيد وهو يعاني الكثير من العلل.
وكيف نفكر في الاتجاه نحو وضع الخطط والأفكار المستقبلية ونحن لا نمتلك الأدوات الأساسية لتطبيق مثل ذلك وأهمها البنية التحتية المتواضعة، وبصراحة الحمد لله أن دورة الخليج ستذهب إلى اليمن والعراق بعد عمان قبل أن تأتي إلينا بعد 6 سنوات.
ما يحدث في واقعنا الرياضي بات يشابه ما يحدث في الكويت حاليا بسبب عدم الاهتمام والدعم الحكومي للرياضة وهو ما اضطر 6 من أعضاء اتحاد الكرة الكويتي إلى الاستقالة بعد «خليجي 18» كرسالة احتجاج إلى الحكومة الكويتية والضغط على مجلس الأمة ليضغط بدوره على الحكومة برفع الموازنات وتعديل القوانين الخاصة بشأن الرياضة.
ويبدو أن واقعنا الرياضي بات يحتاج إلى «هزة قوية» سواء من الاتحادات الرياضية أو الأندية أو الإعلام الرياضي وتدخل مجلس النواب لوضع الحلول الجذرية بدلا من الدوران في حلقة مفرغة ونظل نبحث عن ضحايا ونتبادل الاتهامات بعد كل إخفاق.
تلك الحقيقة التي نعيشها بلا رتوش ولا دفن للرؤوس في الرمال!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ