العدد 2245 - الثلثاء 28 أكتوبر 2008م الموافق 27 شوال 1429هـ

تعرفتُ على إنسان

تعرفت على إنسان... كانت تتمثل فيه جميع معاني الإنسانية...

كان رجلا... كان إنسانا مثاليا...

قرأت كفيه فدلتا على الكرم، وحواجبه دلت على الطيبة والنقاوة، وفي وجهه قرأت هدوءا مصطنعا.

كانت به نقاط ضعف... كنت أستطيع أن أصلحها له، وكان وحيدا جدا...

أخبرني أنه يكتب... فصار في خاطري أن أقرأ بعض كتاباته فاكتشفت عالما جديدا... اكتشفت إنسانا... اندهشت لوجود هكذا إنسان... فقد التقيت رجلا من عالم الرجال... وكم قليل هم الرجال...

أخذت أقرأ وهو يكتب، حتى أنه في أحد الأيام كتب لي أجمل الكلام... لقد كان صادقا وطاهرا... زاد من معنوياتي ومن ثقتي بنفسي في وقت كنت فيه بأشد الحاجة إلى ذلك... علمني الحب... كلمني عن الحب بأسمى معانيه وأنقى وأطهر ما فيه حب الأرواح، الحب الذي ليست له علاقة بالأجساد... الحب الملائكي...

كنت أطير معه كل مساء على سماع صوته... وكنت أرمي همومي على شطآن كتاباته التي كانت كلماتها بحرا من المبادئ والأخلاق السامية... كانت بحرا من النقاوة والطهارة... كانت بحرا من الإنسانية... كانت كلمات رجل بكل ما للكلمة من معنى...

كنت أمتلك شموخا كبيرا أكابره به... كنت لا أترك له مجالا لأن أقول له أطيب الكلام... لم يملك مني شيئا ولم يستملني في يوم من الأيام، لنبدأ في الكلام كما العشاق... لم يذكر بيننا الحب... لم يكتب كلمات الحب إنما أعظم منها... لقد كتب نصفه الثاني...

لقد كتب جسده المخلص لنصفه الثاني بكل ما فيه من حواس حيث لم يكن الحب عنده يقتصر على قلبه... لم يكن يوما مشتاقا إلى جسد جميل يكون بالقرب من جسده... لقد كان إنسانا عظيما كروح أعظم منه كجسد... إنه الإنسان الذي أحب روحي... إنه الإنسان الذي انقسم إلى قسمين...

ناصر عبدالحسن الصائغ

العدد 2245 - الثلثاء 28 أكتوبر 2008م الموافق 27 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً