العدد 1610 - الخميس 01 فبراير 2007م الموافق 13 محرم 1428هـ

أغبى قاتل في التاريخ!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذا القاتل من أشهر القتلة في التاريخ، وأعتقد أنه من أغباهم! فهو بعد أن أجهز على الضحية، وساق عائلته إلى قصر الحاكم في دمشق، استقبل الخليفة بأبياتٍ استفزازية:

املأ ركابي فضة أو ذهبا

إني قتلت السيد المحجّبا

كان الغبي يريد أن يعلي من قيمة الجائزة، ويغالي في الطلب، فهو يتفاخر بأنه قتل خير الناس، وفاته أنه في حضرة حاكمٍ شابٍ نزِقٍ، استهل حكمه بطلب قتل ابن رسول الله (ص)، وقتل أبناء كبار صحابة الرسول، (عبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير) ليبقى في الحكم. مثل هذا الشاب النزق لم يكن يرى له على وجه الأرض نظيرا، فقد تربى في قصور لا يرد له فيها طلب. أرسله أبوه إلى الغزو فتكاسل ليقضي ليلة مع الطرب، ولما سمع أذان الفجر أنشد شعرا: شغلتنا نغمةُ العيدانِ... عن صوتِ الأذان!

هذا الرجل، كان يتوقّع أن يدخل عليه القاتل ليقول: سيدي لقد دان لك الزمان، ووطّأنا لك الرقاب، وسحقنا المعارضين، فاحكم فأنت الواحد القهار! ولكنه قال: لقد قتلت السيد المهذّبا! فماذا يكون الحاكم إذا؟

وبدل أن يقول له: «سيدي... يمكنك الآن أن تطمئن إلى بقاء الملك في ذريتك إلى سبعة قرون قادمة»، فإن الغبي قال متفاخرا: «قتلت خير الناس أمّا وأبا»! أليس في ذلك تعريضا بأمه وأبيه في مجلسه أمام الناس! وبدل أن يخاطبه بقوله: «أدام الله ملكك وخلّد سلطانك، يا أكرم الناس حسبا ونسبا، فإنه تفاخر بأنه قتل «أكرم الناس جميعا حسبا»! فماذا عن نسب الحاكم وأصله وفصله؟ وبدل أن يقول: يا خليفة المسلمين الأعظم! تراه يمدح عدوه بوصفٍ لا أعظم ولا أعلى:

سيد أهل الحرمين والورى ...... وخيرهم إذ ينسبون نسبا

هذا القاتل، يقول عنه المؤرخون انه «كان شجاعا ولكن كان به لوثة»، حرّضه الناس بقولهم: «قتلت أعظم العرب خطرا، جاء إلى هؤلاء الظلمة يريد أن يزيلهم عن ملكهم الذي اغتصبوه فأتِ أمراءك فاطلب ثوابك منهم، وإنهم لو أعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلا»!

هذا القاتل الغبي، ألقى الأبيات على قائد الجيش عمر بن سعد أول مرة، فصاح به: «أشهد أنك لمجنون»، ثم قذفه بالقضيب ونهره: «يا مجنون! أما والله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك»! ومع ذلك عندما دخل على يزيد، أعاده عليه فأثار حفيظته وأغضبه، فأجابه بقوله: «ملأ الله ركابك نارا وحطبا، إذا علمت أنه خير الناس أما وأبا فلماذا قتلته؟» فأجاب: «لأجل الجائزة أيها الأمير»، فوكزه بسيفه وطرده!

بعض «الأذكياء» حاول أن يتوسل بهذا الموقف ليبرئ يزيد من جريمة القتل، فهو لم يأمر بقتل الحسين، وإنما هم جماعةٌ من الأغبياء الذين تصرّفوا من تلقاء أنفسهم خلافا للأوامر «العسكرية»! فالمسئول هو الشمر وابن زياد وابن سعد. ونسي هؤلاء أن هذا الموقف إنما كان غضبا على الشمر الذي أهان الحاكم وأمه وأباه من دون أن يدري، وحمية جاهلية لأن هذا الجندي الغبي أفرغ آيات المدح والثناء على القتيل وأمه وأبيه، وشهد له على أنه سيد الخلق أجمعين، وجاء يطلب الجائزة ، التي حددها سلفا... فهو يريد أن يقبض فضة أو ذهبا، ولو كان في هذا الزمان لاشترط الغبي أن يدفعوا له بالدولار!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1610 - الخميس 01 فبراير 2007م الموافق 13 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:53 م

      أغبى الناس خسر الدنيا والآخره

      اللهم العن اعداء أهل البيت عليهم الصلاة والسلام من الأول والآآخرين

اقرأ ايضاً