العدد 1610 - الخميس 01 فبراير 2007م الموافق 13 محرم 1428هـ

عاشوراء وتصحيح التاريخ

يذكر الشيخ محمد مهدي الآصفي في كتابه «في ظلال الطف»، أن المتتبع للتاريخ الأموي يجد أن التخطيط كان منصبا على تحريف مبادئ الإسلام واستثمار موقع الخلافة لإضفاء طابع الشرعية على نظام حكمهم «فقد كان الانحراف ينحدر من قصور الخلفاء ويأخذ صفة الشرعية ويتأطر بإطار شرعي، وكان هناك علماء البلاط يبررونه ويضفون عليه الصفة الشرعية إلى أن أصبح الانحراف بالتدريج مألوفا لا ينكره منكر». ويضيف «استطاع الإمام الحسين(ع) أن يفصل بين خط العلماء والفقهاء وخط الحكام، وإرجاع الثقة للعلماء، ومن يقرأ التاريخ قبل وبعد الثورة يجد فرقا نوعيا كبيرا، فدور عاشوراء ليس تصويرا للتاريخ ومرآة عاكسة له وحسب، وإنما هو صانع للتاريخ ودوره ليس انفعاليا وإنما دور فاعل، وما بعد عاشوراء مدين له وهو انعطاف كبير في مسيرة الرسالة الإسلامية ودور مفصلي وما بعده قائم عليه».

وعن المضايق الخطرة التي مرّت بها الحضارة الإسلامية في العام 61 هجرية والتي تعتبر أحد أخطر المضايق التي مرَ بها التاريخ الإسلامي قال الآصفي: «يمكن حصر الخطورة في نقطتين، الأولى انحسار الوعي عن الأمة بفعل الإرهاب والإفساد الأموي حتى قبل مجئ يزيد للحكم، وقد مسخت الأمة حضاريا وتخدّرت الشخصية الإسلامية وحُرّفت المفاهيم في الأذهان، ما استتبع تجميد حركة الدفاع عن الإسلام. والنقطة الثانية هي انحراف الجهاز الأموي الحاكم عن الإسلام بصورة كلية، فما كان من الإمام الحسين(ع) إلاّ أن يقوم بعمل كبير لإنقاذ الرسالة الإسلامية من هذا المضيق العسير، إذ توقفت رسالات الأنبياء كلها على شهادة الحسين، فكان في تلك الشهادة المباركة حياة وبقاء واستمرارا لرسالة جميع الأنبياء، ولهذا قيل: الإسلام محمدي البقاء حسيني الوجود».

ويختم الآصفي بقوله: «فدور الحسين(ع) في يوم عاشوراء كان عظيما، به صُنع التاريخ فأنقذ من قبله وصنع من بعده».

علياء علي

العدد 1610 - الخميس 01 فبراير 2007م الموافق 13 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً