العدد 1610 - الخميس 01 فبراير 2007م الموافق 13 محرم 1428هـ

إخوان «سنة وشيعة» في ضيافة الحسين

وقعت الدعوات التي وجّهها عدد من مشايخ الطائفتين الكريمتين، وعدد من المسئولين والمثقفين لاستغلال موسم عاشوراء الحسين (ع) لإزالة أي احتقان من شأنه التأثير على النسيج الإجتماعي موقعا ايجابيا في نفوس الكثيرين، بل ووجد عدد من الوجهاء والمشايخ والخطباء هذا الموسم فرصة مناسبة لإحداث تلاقٍ حقيقي بعيد عن الشعارات، فكانت الصور الجميلة للقاءات بين السنة والشيعة خلال هذا الموسم، تعطي الدليل الصادق على ترجمة الأمنيات إلى مواقف على أرض الواقع.

ففي المحرق، استضافت جمعية أهل البيتالشيخ راشد المريخي الذي عرفت إحدى خطبه التي ألقاها بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وفصل فيها واقعة كربلاء وأحدثت إسقاطات المشهد المأسوي لمقتل سيد الشهداء بأنها من أقوى الخطب، ولاتزال تبث يوم التاسع من محرم من كل عام في القسم العربي بإذاعة طهران، كما تبثها بعض المواقع الإلكترونية.

وكان اللقاء مع الشيخ المريخي يفيض بالمواقف الصادقة الداعية إلى زرع محبة أهل البيت (ع) في نفوس أبناء البلد، واستحضار هذا الحب في العلاقات مع جميع أبناء المجتمع واعتماد المنهج المحمدي الحسيني المؤسس على الإسلام كمنطلق لكل عمل يرجو فيه العباد رضا الله سبحانه وتعالى. وأفاض الشيخ في الحديث عن مناقب أهل البيت (ع) وحب أهل السنة والجماعة للعترة الطاهرة وللصحابة المنتجبين، موجها ومحذرا من استخدام الأوراق الطائفية في إحداث أي صدام بين أبناء البيت الواحد.

وتنوّعت صور المشاركة في الموسم بتقديم التبرعات والمواد العينية من كبار التجار سنة وشيعة، وكأن الشعار في ضيافة الحسين هذا العام يكرس الأهداف الدينية والإنسانية والاجتماعية والقيمية في نهضة الإمام، وهكذا هو في حقيقته، وليعبر لسان الحال عن صدق المشاعر والمواقف بين أهل البلد، بعيدا عن المنغصات القادمة من شرق العالم وغربه، ولسان الحال يقول: (إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه)، فيعبر أحد رجال الأعمال، عن مشاركته السنوية في إحياء مراسم عزاء سيد الشهداء (ع) بأنها مشاركةٌ زرعت منذ الصغر تقديسا لهذه الشعيرة، فقد كان والده وأعمامه ينتقلون بين المحرق والمنامة للمشاركة وحضور المجالس وتقديم المساعدات تبركا بهذه الذكرى.

وعصر التاسع من المحرم، يصبح مجلس خالد فؤاد الخاجة عند مدخل قرية مقابة ملتقى لشخصيات بحرينية من الطائفتين الكريمتين، ففي أجواء العزاء الحسيني والمواكب التي تمتزج بصور من تراث عاشوراء، يصبح ذلك المجلس الذي يؤمه مواطنون سنة وشيعة من مختلف مناطق البلاد بمثابة النموذج الحقيقي لأهل البحرين الذين لا يفرقهم في حب الوطن شيء، ولا يؤثر على حقيقة الإنتماء والولاء والعطاء لبلادهم وأهلها شيء، فتتألق هذه الصورة باعثة حالا من الرضا والسعادة والسرور، وتبعث في الوقت ذاته الأمل في بقاء حال الود والتفاهم قائما مهما عمل المغرضون ومهما خططوا ومهما تآمروا، ففي ضيافة الحسين، يلتقى الجميع على بركة الله.

العدد 1610 - الخميس 01 فبراير 2007م الموافق 13 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:33 م

      الجسمي - سترة

      بارك الله فيك اخوان سنه وشيعة


      صمووووووود

اقرأ ايضاً