لعل الحديث عما يجري في العاصمة (المنامة) في الليالي العشر الأولى من شهر محرم في الأعوام الأخيرة، من ممارسات «شبابية» لا تليق بعظم المناسبة وأهميتها، حديث معاد مكرر، عولج من الأوجه كافة حتى يئس - ربما - المهتمون من إيجاد علاج فعال له. فماذا يمكن أن يقال أيضا والناس جميعها تعرف أن هذا الموسم الشعائري أصبح موسما «حافلا» لبعض الشباب والشابات للقاء والتعارف وتبادل الأرقام في تلك الأحياء والأزقة الضيقة من العاصمة.
ولو أغفلت حقيقة المكان والزمان فلربما تظن أحيانا أنك في أحد المجمعات التجارية الكبرى حيث بعض الفتيات خرجن في أجمل مظهر، وبدأن يتنقلن زرافات ووحدانا هنا وهناك، فيما بعض الشباب تسابقوا على لفت أنظارهن، والجري خلف هذه أو تلك.
لسنا في معرض المبالغة، فبكل تأكيد لا يمكننا التعميم، ولكن يكفي أن نقول إنه يحصل، وفي هذه المناسبة بالذات، والتي ربما يكون أقل ما يمكن أن يتم تقديمه لأجلها هو احترامها. هيئة المواكب الحسينية حاولت مواجهة هذه الظاهرة هذا العام بوضع حواجز بلاستيكية شفافة بين مواكب العزاء والنساء في بعض المواقع، ولكن كيف يمكنها أن تضبط هذه الظاهرة في موقع هو «المنامة»، وفي مناسبة هي ليالي محرم؟، بكل ما فيه من تمازج بين البشر. على رغم تكرار هذا الحديث، يبدو الحل أيضا مكرر، إنه الاهتمام» بالتنشئة»، الأسلوب الأكثر فعالية، والأكثر احتياجا للوقت أيضاَ...
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1608 - الثلثاء 30 يناير 2007م الموافق 11 محرم 1428هـ