يعتقد الكثير من المتابعين أن منتخب كرة اليد أقوى ما تملكه البحرين في الألعاب الجماعية، القادر على تحقيق البطولات والمنافسة الحقيقية في كل بطولة يشارك فيها، ولعل مبعث هذا التفاؤل الإمكانات والقدرات العالية التي يمتلكها اللاعب البحريني في هذه اللعبة التي يكون فيها قوة الاحتكاك والفنيات والعزيمة التي يختزنها لاعبونا بين ثنايا قبضاتهم.
بيد أن المنتخبات الحالية والماضية لم تقدم ما يشفع لنا برفع رايتنا والدخول بين أساطير هذه اللعبة، وعلى الأقل على المستوى الخليجي ،ومن ثم الآسيوي، ولاسيما أن الدلائل الكثيرة والمعروفة لدى الجميع تشير إلى أن كرة اليد قادرة على تحقيق المعاجز.
فغالبية لاعبينا يدافعون عن أندية المنطقة وفي الدوري الخليجي التي تتهافت وخصوصا عند بداية كل موسم على شراء أكثر من لاعب، وربما يكون الموسم الماضي شاهدا على ذلك، إذا ما عرفنا أن أكثر من خمسة لاعبين أساسيين في تشكيلة المنتخب الوطني يشاركون في الدوري القطري، ناهيك عن وجود آخرين في الدوري السعودي، ويستكمل ذلك في الموسم الجاري الذي خطفت فيها الأندية السعودية أكثر من لاعب ليشارك معها البطولة السداسية ويعمل على تأهيل الفريق نحو الدور الثاني ،وهو ما تحقق لغالبيتها، إذا ما عرفنا أن هؤلاء اللاعبين تلقوا بعد ذلك عروضا للتمديد، لتواجه ذلك برفض الأندية المحلية الراغبة في الاستفادة من لاعبيها.
مثال أقرب، هو التهافت الكبير الذي شهده احتراف لاعب منتخبنا الوطني ونادي باربار محمود عبدالقادر، أولا في العين الإماراتي الذي فسخ العقد؛ ليسارع مواطنه أهلي دبي إلى التعاقد، غير أن الإصابة اللعينة حرمتنا وحرمت الأهلي الإماراتي من خدماته، ذلك كله يعني أن لاعبي كرة اليد قادرون على تحقيق المستحيل ولكن.
كذلك يعد دورينا من أقوى الدوريات في منطقة الخليج العربي، وأنديتنا متفوقة في أكثر من صعيد، ومتسيدة لبطولات الخليج للأندية، وحققت في آخر مشاركاتها الآسيوية والعربية، ما يدل على قدراتها العالية بعيدا عن المنتخب، وتكون قادرة على سحق الأندية الكويتية التي تتزعم الرياضة الآسيوية، ولكن عندما نأتي إلى المنتخب فذاك شأن آخر.
نحن هنا بحاجة إلى معرفة المسببات التي تعوق منتخبنا على تحقيق البطولات التي يشارك فيها أو على الأقل التي يكون فيها مرشحا بارزا، ولعل بطولة الخليج الأخيرة والتصفيات المؤهلة لكأس العالم التي أقيمت في العاصمة التايلندية إحداها، فيا ترى أين الخطأ؟! هل هو في الأجهزة الفنية التي تقود المنتخب طوال هذه السنوات، أو من الجهاز الإداري التي يسير كل الأمور، أو من الإدارات المتعاقبة التي تسير أمور الاتحاد عموما؟
ربما يكون من المستغرب أن جميع البطولات التي يفشل في تحقيقها المنتخب، تتلوها الأعذار غير المقبولة ألبتة، وما إذا رجعنا إلى بطولة الخليج الأخيرة سنرى أن المرض هو السبب في خسارة الكويت ومن ثم التعادل المخيب مع قطر.
إذا نحن بحاجة إلى معرفة الأسباب التي جاءت وراء هذه الإخفاقات، على أن يكون الاتحاد البحريني لكرة اليد في مقدمة العاملين على معرفة هذه الأسباب والعمل بكل أمانة في حل هذه الأسباب والعمل على تلافيها في المشاركات المقبلة التي تنتظر المنتخبات الوطنية كافة، واتخاذ خطوات حاسمة حتى لو كانت على مسئولي الاتحاد نفسه.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1608 - الثلثاء 30 يناير 2007م الموافق 11 محرم 1428هـ