اسمه الحقيقي (الحاج الشيخ ياسين الحاج خضير جبر العبيدي الملقب بالرميثي، من مواليد 1929، مدينة الرميثة، وكان والده من المقربين للعلامة الثائر المجاهد أحمد أسدالله (قد) صاحب ثورة الرميثة الثانية (1935) وهو مؤسس أول حركة دينية جهادية، إذ كان وكيلا للإمام المجاهد المصلح الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء (قد).
كان من الشخصيات البارزة المعروفة، ذو أخلاق وسيرة مجيدة وسمعة حسنة، خدم المنبر الحسيني ما يقرب من 50 عاما ونشأ وتدرج في خدمة المنبر الحسيني والشعائر الدينية العام 1975. قرأ في دولة البحرين في مدينة عيسى ومعه الرادود الحسيني الشهيد جواد الساعدي الكوفي الذي أعدمته أجهزة أمن النظام المقبور، وقرأ لمدة أربع سنوات متتالية من العام 1976 حتى العام 1979 في محافظة ديالى حيث كان مجلسه هناك من أرقى مجالسه العزائية.
من أشهر قصائده التي تألق فيها: «يحسين بضمايرنه» التي تجسدت بالحسين (ع) روحا ومعنى، قاد موكب أهالي الرميثة الكبير في زيارة الأربعين العام 1970.
وبعد أدائه مهمات العزاء بنجاح باهر في كربلاء المقدسة اعتقل بعد رجوعه إلى الرميثة ونقل مع آخرين إلى معتقل الفضيلية في بغداد وأفرج عنهم بعد ستة أشهر.
كان وصولا كثير اللقاء مع منتديات شعر وتراث الأدب النجفي الأصيل ورجالاته شعراء وخطباء ورواد ورواديد مجالس حسينية، بل على ارتباط دائم معهم، كان يزور المراجع العظام وقد كان في سفره إلى النجف الأشرف لزيارة المرجع الديني الشهيد محمد باقر الصدر (قد) بوفد من رموز المدينة بناء على طلب السيد الشهيد حول موضوع اختيار وكيل شرعي للمدينة ألا وهو المجاهد السيدعباس الحلو (رحمه الله) الذي أعدمته السلطات الأمنية الجائرة.
فيما بعد لعب الشيخ ياسين (رحمه الله) دورا بارزا في إدخال العناصر الشابة مع الوفد. رافقه البعض في زيارة بعض السجناء المظلومين في فترة صعبة جدا وتحت رقابة شديدة من قبل المنافقين إلى سجن أبي غريب - قسم الأحكام الخاصة وتحرك في تكتم بالغ الأهمية وجمع قائمة مالية لهم.
قدم ثلاثة قرابين شهداء بعد اعتقال أولاده الخمسة فأفرج عن اثنين منهم (قاسم وحيدر) والباقون استشهدوا ولم يتم الحصول على جثثهم. بعد الحوادث المؤسفة في أعقاب الانتفاضة الشعبانية الكبرى العام 1991 وعلى إثر القمع والإرهاب والقتل الذي مارسته سلطات جيش النظام المقبور بعد دخولهم المدن اضطر شيخنا إلى أن يهاجر ومعه أجلاء وأشراف الرميثة، وألقي القبض عليهم وأفرج عنهم لاحقا بلطف من الله وكان لهم عمر جديد بعد المأساة التي عانوها، وتوجهوا إلى مضيف المرحوم محيسن آل شجان (رحمه الله) شيخ مشايخ عشيرة آل توبة الحجيمية واخفوا أنفسهم بادئ الأمر كضيوف فقط كي لا يعرف صاحب المضيف، إلى أن اطمئن لهم الحال فأعلنوا أسماءهم الحقيقية فأكرمهم المرحوم الشيخ محيسن أحسن تكريم وبعث معهم أحد أولاده ورجاله ليعبروا الفرات إلى منطقة الدراجي بأمن وأمان ثم ذهبوا إلى الحدود السعودية في رفحة. بعدها هاجر هجرته الكبرى إلى بلاد الغرب. وواصل مسيرته بموكبه وجمهوره ومعه رموز القوم من الأشراف والمجاهدين والشباب من مختلف أرجاء القطر العراقي الجريح وقرأ وخدم على رغم انهيار صحته ثم عاد إلى وطنه الأم في نهاية 2003 بعد سقوط الطاغية وأعوانه وازلام نظامه وواصل خدمته وقراءته لمنبره وأسس موكبا باسمه (موكب الشيخ ياسين الرميثي) حتى وافته المنية على إثر مرض عضال لازمه لعقد من السنين فلبى نداء ربه صبيحة الجمعة السادس عشر من محرم الحرام العام 1426 هجرية الموافق 25 فبراير/ شباط 2005، لتبقى قصيدته «يحسين بضمايرنه» الخالدة في ضمير ودماء كل من أحب الإ مام الحسين (ع).
مقاطع من القصيدة الخالدة «يحسين بضمايرنه»
يحسين بضمايرنه
صحنا بيك آمنّه
لا صيحة عواطف هاي
لا دعوه ومجرد رأي
هـذي مـن مبادئنـه
صِحنا بيك آمنه
لمسنه بيك أبوالاحرار عرفنه الموت حرّيه
لمسنه بيك أبي اومتلين عرفنا الذل عبوديه
لمسنه التضحيه ابشخصك عرفنا الشرف تضحيه
لمسنه اعلى الكرامه اگضيت عرفنا نريدها هيّه
لمسنه ابذلت دم وحييت عرفنه الدنيا وقتيه
لمسنه قسوة اعداءك عرفنا احنه فدائيه
عرفنه انظل بدين يزيد
من ايد لقساوة أيد
اقبلنه اولمن اقبلنه
صحنا بيك آمنه
1
اويوم العاشر بعاشور هـم يشهد مع الذكره
حقيقتنا اوطبيعتنا
اكتسبناها على الفطره
كلها تصيح آمنه بمحبتك يبوالعتره
احنه وكل دمه مهدور
اوكل طعنة رمح بنحور
ابساحات الشرف كلنه
صحنا بيك آمنـه
3
ابصوتك من صحت يحسين
هل مِن ناصر الهالدين
ما بين الاصلاب احنه
صحنا بيك آمنّه
4
مر بينه على حبك دور لا يِنِّسه ولا يِخفه
من عدوانك الچانت بينه تريد تتشفّه
علينه افرضو أحكام بلا رحمه ولا رأفه
ثبتنه بثقه وبرهنّه للظالم رغم أنفه
چنّه من نجي نزورك على العاده المأتلفه
يتحجج علينه ايريد يمنعنه بالف حرفه
گال اللي يزور احسين واله مهما يكن ظرفه
عليه ميّت ذهب يدفع رسم ازيارته ايكلفه
دفعنه وكل شخص مِنّه يشعر بعده ما وفّه
شنهي الذهب شنهو المال اليحب يتوطن الحتفه
رد گال اليزور حسين من ايده ينگطع چفّه
انطينه اچفوفنه بالحال وركضنه نزورك ابلهفه
عنك ما منعنه الخوف
گطعو من ايدينه چفوف
مـن الالم مـا صحنـا
صحنا بيك آمنّـه
م هالدين گلتها واثبتت عِدها
صاحوا اشركت يحسين
صحنه انت اصول الدين
صاحو بيكم اكفرنه
صحنا بيك آمنّه
غالي اشترينه حسين
غالي واشترينه حسين
بالدم ينشره الغالي
على خطك على مسراك
واصلنه المسيره اوياك
مهما صار منبالي
بالدم ينشره الغالي
يا شعلة الحرية ونشيد تردده الأحرار
مدرسة القيم انته شعب متصنفه بآثار
العدد 1608 - الثلثاء 30 يناير 2007م الموافق 11 محرم 1428هـ