يعيش أهل البحرين حاليا من أصحاب الطائفة الشيعية الكريمة مراسم تخليد ذكرى عاشوراء في مناطقهم وأحيائهم ولاسيما في المنامة القديمة قلب العمليات التي تنفذ وتعد فيها مراسم العزاء لعاشوراء، وذلك من خلال وضع البرامج والأنشطة الحيوية من الرسم إلى التبرع بالدم، وذلك في لفتة حضارية.

إلا أنه وفي خضم الاحتفال بهذه المراسم فإنه يلاحظ أن حال الأحياء القديمة في العاصمة كما هي مثل كل عام عدا أسماء الأحياء التي ما عادت موجودة مع التقسيمات التي وضعتها الدولة ماسحة بذلك هوية هذه الأزقة التي تنطق جدرانها تاريخا عريقا لا يمكن التبرؤ منه، وذلك عبر تجزيء غير منصف وإطلاقها تحت مسمى واحد هو محافظة العاصمة.

وفي ظل تطوير مشروع سوق المنامة وباب البحرين التي من المفترض أن تصنف هذه المناطق على أنها تراثية تخضع لمعايير خاصة يجب أن يعاد النظر بإرجاع أسماء الأحياء ولصقها على لافتات معدنية حتى تبقى معروفة في ذاكرة الأجيال المقبلة.

فهذا التهميش يسيء للبحرينيين وعاصمتهم التجارية، فبدلا من أن ترصف هذه الأحياء وتعدل وتوضع لافتات تقول فريق الحطب وفريق المخارقة وفريق العوضية وفريق رأس الرمان وغيرها نجد انهماكا شديدا في تعليق لوحات زرقاء لا تسمي هذه الأحياء بأسمائها الحقيقية على رغم أنه وفي مثل فعالية عاشوراء يشير البحرينيون إلى مناطق مواكب العزاء أو الأنشطة الأخرى المتعلقة بأسماء الأحياء لا بجنوب أو شرق أو غرب وغيرها من مسميات المحافظة.

نأمل ألا يكون ذلك تجاهلا مقصودا من قبل الجهات المعنية أو إهمالا في المتابعة من قبل العوائل المنامية بالحفاظ على مسميات وتراث هذه الأحياء بعدما هجر غالبها إلى مناطق أخرى جديدة وتركت مرتعا للعمالة الوافدة التي أفسدت روحها ونكهتها لتحل محلها روائح الأطعمة الآسيوية وعاداتهم الوطنية.

فهل تتحرك مجالس البلدية والوزارات المعنية بصورة أكثر جدية للحفاظ على أحياء أجدادنا المناميين؟