العدد 1607 - الإثنين 29 يناير 2007م الموافق 10 محرم 1428هـ

تحفة معمارية حسينية في أبوصيبع

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

افتتح الشهر الجاري - وقبل بدء موسم عاشوراء - مأتم أبوصيبع، وهو ربما أصبح الآن أجملَّ تحفة معمارية في البحرين، تفوق ما حققه مأتم العجم الكبير عندما افتتح قبل نحو 4 سنوات... التحفة المعمارية كانت حلما للوجيه الحاج إبراهيم لطف الله، الذي سعى - على مدى أكثر من 10 سنوات - إلى بناء المأتم بأحسن التصميمات المعمارية، واستعان بحرفيين متخصصين من خارج البحرين؛ لإحياء التراث الذي بدأه والده من قبل وهو افتتاح المأتم كل يوم وكل ليلة، بما في ذلك مضيف بخدمات متواصلة لجميع أبناء البحرين. المأتم كلف تشييده نحو مليون وربع المليون دينار، ويقع على مساحة واسعة ويستوعب ألف شخص في قاعته العلوية، وألف شخص في القاعة السفلية، والقاعتان مربوطتان بشاشة رقمية تبث ما يجري في القاعة الرئيسية للجميع. وفي حديث مع الحاج إبراهيم، أشار إلى أنه منذ افتتاح المأتم تحول إلى قبلة للسياح بالإضافة إلى من يرتاده؛ للمشاركة في البرامج التي تكثر في موسم عاشوراء. المدخل والزخرفة والقبة والقبة من الداخل والخارج كلها تعبر عن الجمالية والرقي اللذين وصل إليهما ذوق البحريني في عصرنا الحالي. المأتم جميل في النهار وفي الليل أيضا مع الإضاءة التي تمتزج مع النسق الهندسي والكتابات القرآنية والحسينية، والكتابات الحسينية احتوت على لوحة جميلة كتبت عليها أسماء أنصار الإمام الحسين (ع) الذين استشهدوا معه في يوم عاشوراء.

أبوصيبع من القرى التي مازالت تحتفظ بعدد من المزارع القديمة المحيطة بالمنازل، ومنازلها خليط من البناء الذي يذكِّر البحرينيين بما كانت عليه بلادهم في الستينات والسبعينات، ويستطيع الزائر أن يمر من الزقاق الضيق من جانب، بينما يوقف سيارته في موقف أنشئ خصيصا في الواجهة؛ لاستيعاب الزائرين. وإذا كان من شيء نفهمه من كل ذلك، فإن بلادنا تستطيع أن تحيي السياحة النظيفة التي تجمِّل البحرين، والسياحة أنواع، من بينها السياحة الدينية. فمن يزور بلدانا كإيطاليا مثلا، فإن جزءا من زيارته تلك البلد هو رؤية الكنائس والبناء المعماري الذي اعتمد على أفضل إبداعات الإنسانية، كما يشتمل برنامج السائح زيارة الفاتيكان، وكل ذلك يعتبر مصدرا مهما للتعريف بالبلاد وتطوير مرافقها بشكل يجذب الجميع.

وأبوصيبع، هذه القرية الوادعة، استطاعت أن تثبت إمكان تحقيق ذلك في البحرين، وعلى رغم الإهمال الرسمي لمثل هذا المَعلَم الكبير، فإن الجذب الذي حققه سيضطر القائمين عليه إلى تخصيص شخص للعلاقات العامة لتنظيم الزيارات والخدمات.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1607 - الإثنين 29 يناير 2007م الموافق 10 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً