أكثر من مشهد توالى خلال الأيام الماضية ينبئ عن اقتراب حدوث صدامات بين المجالس البلدية ووزارة الكهرباء والماء، خصوصا بعد هطول الأمطار بغزارة خلال الشهرين الماضيين والتي كشفت عن عيوب واضحة في البنية التحتية، وكان من أبرزها الأسلاك المكشوفة في البيوت القديمة والتوصيلات الكهربائية الخاطئة، حتى أصبحت تلك المساكن بيوت أشباح تفوح منها رائحة الموت في كل لحظة.
التجربة الأولى من العمل البلدي لم تكن أفضل حالا من الآن، فقد وقفت وزارة الكهرباء في كثير من الأحيان حائلا دون إتمام الكثير من المشروعات التي تصب أساسا في صالح المواطن، ومن أبرزها مشروع البيوت الآيلة للسقوط والذي لا يمكن العمل فيه من دون قطع التيار عن البيوت القديمة تمهيدا لهدمها ومن ثم إرجاعه بعد إعادة بنائها من جديد.
رئيس مجلس بلدي الشمالية يوسف البوري أخيرا هدد باتخاذ خطوات تصعيدية ضد «الكهرباء» في حال استمرار تجاهلها لجميع نداءات المجالس البلدية وتصريحاتها وندواتها، وعدم تعاطيها الإيجابي مع قضايا المحافظة الشمالية، ولكن ماذا عن باقي الأعضاء، هل يشاركونه التوجه نفسه أم أن لهم رأيا مغايرا؟
رحمة: لابد من آلية واضحة في التعامل
من جهته، رأى عضو مجلس بلدي المنامة ممثل الدائرة الثالثة صادق رحمة، أهمية وجود آلية واضحة لتعامل وزارة الكهرباء والماء مع المجالس البلدية من خلال عقد اجتماعات بين الطرفين لتفادي مسألة التأخير، فالأعضاء يعانون كثيرا من البيروقراطية في الوزارات الخدمية التي تؤخر الكثير من مطالب المجالس.
المالكي: التقصير من المقاول وليس الوزارة
أما عضو مجلس بلدي الوسطى ممثل الدائرة الثالثة عدنان المالكي، فلفت إلى أنه يجد استجابة من قبل وزارة «الكهرباء» في تلبية طلبات دائرته، ولكنه يتمنى وضع خط ساخن للأعضاء البلديين لكثرة التقطعات في التيار بسبب الأمطار، معتقدا أن التقصير عادة يكون من قبل المقاول وليس الوزارة.
ربيع: الإزعاج مصدره «المياه»
وبالنسبة إلى عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة السابعة يوسف ربيع، فقال إن «وزارة الكهرباء لم تختبر في منطقته بشكل دقيق كي تنعت بأنها غير متعاونة»، مبينا أنه يعمل على استكمال الإنارة وتبديلها إلى أخرى جديدة ولمس تعاونا أوليا من قبل مسئولي الوزارة. وعلى رغم ذلك، فإن ربيع يشعر بانزعاج من عدم تعاون قسم المياه في الكهرباء مع الطلبات الموجودة لديه، فالأهالي يتذمرون من التسربات التي تحدث ولاسيما أن بعض جوانب البنية التحتية في مدينة حمد بدأت تتهالك فيما يتعلق بتمديدات المياه، فتحدث تسربات مستمرة ويعجز الأهالي من كثرة الاتصال بالوزارة ولكن لا حياة لمن تنادي، ويكون الحل بلجوء ربيع لمعارفه في الوزارة لحسم المشكلات.
النعيمي: المشكلات في البيوت «الآيلة»
أما عضو مجلس بلدي الجنوبية ممثل الدائرة الأولى ذياب النعيمي، فألمح إلى أن الوزارة حتى الآن متعاونة إلا أن هناك مشكلات مرتبطة بالبيوت الآيلة للسقوط التي يتأخر قطع التيار الكهربائي عنها ما يؤدي إلى تأخر هدمها والبدء في إعادة إنشائها، مضيفا أن الكهرباء طلبت تعيين ممثل بلدي من أعضاء بلدي الجنوبية لإيصال طلبات جميع الأعضاء.
وشكا رئيس مجلس بلدي المحرق محمد حمادة من كثرة مشكلات الإنارة، موضحا أنه على اتصال بالمعنيين في الوزارة، مطالبا بالتجاوب السريع مع الطلبات التي تطرح، وخصوصا بشأن البيوت الآيلة التي يحدث تأخير في قطع التيار الكهربائي عنها.
محفوظ: الوزارة عاجزة عن تغطية الطلبات
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس مجلس بلدي الوسطى عباس محفوظ: «في منطقة الناصفة (مجمع 733) قامت إدارة الكهرباء بوضع كابل أرفع من المستوى العام للشارع ما أدى إلى تعطيل تبليطه، في الوقت الذي تقوم فيه إدارة الطرق بتعمير البنية التحتية لهذه المنطقة، وفي حال عدم إصلاح هذا الخلل، سيتعرض الكابل إلى الخطر بسبب الضغط الحاصل عليه من مرور المركبات، بالإضافة إلى تشقق الشارع بسبب عدم وجود مادة إسفلت كافية لتغطيته».
وأردف محفوظ «في هذا الصدد نناشد الوزارة بضرورة تحمل المسئولية في إعادة وضعية هذا الكابل وإنزاله إلى المستوى المطلوب هندسيا، علما بأنه توجد عدة مشكلات متعلقة بالكهرباء بحاجة إلى التعجيل في إنجازها وذلك بالإسراع في وتيرة العمران بالمنطقة الوسطى، كما توجد أيضا مشكلات في الإنارة والوزارة غير قادرة على تغطية الطلبات الموجودة».
عبدالعزيز: التعاون عقيم منذ 4 سنوات
عن نفسه، أفاد عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة الثالثة عبدالغني عبدالعزيز، بأن تجاوب الوزارة ضعيف ومتواضع جدا، فهناك أكثر من خطاب قام برفعه منذ أن تولى منصبه ولكن لم تتم الاستجابة لأي منها حتى الآن، وخصوصا فيما يتعلق بالإنارة.
وأشار عبدالعزيز إلى أن بعض البيوت الجاهزة ضمن مشروع البيوت الآيلة للسقوط متعطلة بسبب عدم إيصال التيار الكهربائي أو المياه إليها، معربا عن امتعاضه من عدم وجود شخص محدد من قبل الوزارة يمكن للأعضاء البلديين الاتصال والتواصل معه لمعالجة المشكلات وتلبية الطلبات المتعلقة بالأهالي.
ونوه عبدالعزيز إلى أنه وعلى رغم أن المملكة تشهد طقسا باردا وتمر في أجواء فصل الشتاء، إلا أن دائرته ومناطق أخرى تشهد الكثير من الانقطاعات في التيار، وهو أمر اعتاد عليه الناس صيفا بحكم زيادة الاستهلاك للتيار الكهربائي، ولكن العجب أن يحدث ذلك في هذا الوقت.
واختتم ممثل ثالثة الشمالية حديثه بالقول: «الأعضاء السابقون أكدوا أن وزارة الكهرباء والماء طوال السنوات الأربع الماضية كان تجاوبها عقيما معهم، وأنا أؤكد أنه إذا كانت الوتيرة بهذه الطريقة سنشهد تأخرا في معظم المشروعات ذات الصلة بوزارة الكهرباء ونقترح على وزيرها توجيه المسئولين والمعنيين للاستجابة لطلبات الأعضاء البلديين المتعلقة بخدمات المواطنين».
العدد 1607 - الإثنين 29 يناير 2007م الموافق 10 محرم 1428هـ